المحمدية 3 أبريل 2019- شهدت رحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، اليوم الأربعاء، تنظيم حفل تكريم للإعلامي الراحل عبد الجليل فنجيرو، الذي نظمته جمعية متقاعدي وكالة المغرب العربي للأنباء. وخلال هذا الحفل، المنظم بتنسيق مع كلية الحقوق المحمدية وشعبة القانون العام والعلوم السياسية ومختبر الدراسات السياسية والحكامة الترابية، قدمت شهادات من أقرباء وزملاء الراحل عبد الجليل فنجيرو، نوهت بالخصال الحميدة التي ميزت الراحل سواء في علاقته مع أسرته، او خلال عمله كمدير عام لوكالة المغرب العربي للأنباء. وكانت أقوى الشهادات تلك التي قدمتها زوجة الراحل بديعة فنجيرو التي أبرزت ما كان يتميز به الراحل من تفان في أداء واجباته الأسرية والمهنية، مشيرة إلى أنه كان يتمتع بحس عال للسؤولية جعله لا يتوانى عن تقديم تضحيات كبيرة للنجاح في المهام الموكولة إليه، وفي مساعيه لجعل الوكالة من المؤسسات الإعلامية الرائدة على المستويين الإقليمي والقاري. وتلت السيدة فنجيرو، خلال شهادتها، قصيدة نظمتها ابنته، تستحضر فيها ذكرى أبيها، في لحظات حميمية تفاعل معها الحضور في القاعة، لحظات تم فيها استرجاع مشاهد من مسيرة الراحل المهنية التي بصمت المشهد الإعلامي الوطني، وجعلت من الراحل فنجيرو أحد أعمدة الإعلام المغربي. وفي كلمته بهذه المناسبة، أعرب رئيس الجمعية أحمد المختاري عن اعتزازه بتنظيم هذا الحفل الذي سعى إلى تنظيمه قيد حياة الفقيد عبد الجليل فنجيرو، غير أن الراحل كان يعتذر، فقد كان شخصا متواضعا يحب أن يتوارى عن الأضواء، مستعرضا جوانب من علاقات الراحل بزملائه في العمل. وأضاف أنه يستحضر بكل اعتزاز وفخر المراحل التي قضاها داخل الوكالة حينما كان الراحل يتولى إدارتها، مؤكدا أن الجمعية كانت حريصة على تنظيم هذا الحفل وفاء وعرفانا لما أسداه الراحل من خدمات جليلة لكل من عمل بمعيته وتحت إدارته. وتوزع برنامج الحفل على فترتين، فترة صباحية خصصت لتكريم الراحل وعرفت تقديم درع تذكاري من جمعية الموظفين إلى زوجة الراحل، وفترة مسائية تضمنت عقد ندوة في موضوع الإعلام والديمقراطية. وفي هذا الصدد، أوضح رئيس شعبة القانون العام سعيد خمري أن هذا التكريم يشكل، من خلال استرجاع مسيرة الراحل وإسهاماته في النهوض بالإعلام الوطني، مناسبة لفتح المجال من أجل مناقشة جملة من القضايا التي تخص الإعلام الوطني ودوره في ترسيخ الحوار الديمقراطي. وقال خمري، "ما أجمل الاعتراف، لأنه ينم عن صدق وعمق العلاقات الإنسانية" ، مضيفا أن هذا اللقاء يأتي من أجل الاعتراف بما قدمه الراحل من أفكار وتجارب من أجل بناء الوطن. وحول موضوع اللقاء، أبرز خمري أن الديمقراطية والإعلام تجمعهما علاقة قديمة جديدة، وأنه لا يمكن الحديث عنها بدون وجود حرية للإعلام والصحافة مضمونة دستوريا ومكفولة في الممارسة والواقع، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن الديمقراطية بدون وجود وسائل الإعلام التي تلعب دورا أساسيا في بناء وتكريس الحوار الديمقراطي. وفي هذا الإطار، قال اخمري إنه سيتم اعتماد هذا اللقاء مناسبة سنوية لمناقشة قضايا تخص علاقة الديمقراطية والإعلام. وشهد الحفل عرض شريط وثائقي يؤرخ لتعيين عبد الجليل فنجيرو كأول مدير عام لوكالة المغرب العربي للأنباء بعد تأميمها سنة 1973، كما تم تقديم مجموعة من الشهادات في حق الراحل من قبل أصدقائه ومن اشتغلوا معه. ويعتبر عبد الجليل فنجيرو، المدير العام الأسبق لوكالة المغرب العربي للأنباء، الذي توفي في فبراير 2018 بالرباط ، عن عمر ناهز 80 سنة، مرجعا حيا للصحافة الوطنية، وارتبط اسمه بالخصوص بوكالة المغرب العربي للأنباء، التي شغل منصب مديرها العام طيلة الفترة الممتدة من 1974 إلى 1999، ليعين بعد ذلك سفيرا للمغرب في لبنان. وساهم الراحل بحيوية في تأسيس وكالة الأنباء الإفريقية (بانا) سنة 1979، والوكالة الإسلامية الدولية للأنباء سنة 1970 وتجمع وكالات أنباء بلدان عدم الانحياز (ناناب) سنة 1975 واتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) سنة 1974 وتجمع وكالات أنباء بلدان اتحاد المغرب العربي سنة 1989، وكذا في إحداث تحالف وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط أمان سنة 1992. كما انتخب لثلاث مرات رئيسا لاتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) في بداية ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وانتخب لرابع مرة على رأس هذا الاتحاد في نونبر 1999 خلال الدورة ال 27 للجمعية العامة ل (فانا) التي اختارته رئيسا شرفيا لها مدى الحياة ومستشارا دائما. وتولى السيد فنجيرو سنتي 1995 و1996 رئاسة تحالف وكالات الأنباء المتوسطية (أمان) التي تضم وكالات أنباء الدول الأوروبية والعربية بحوض المتوسط.