علمنا من مصادر مقربة من أسرة عبد الجليل فنجيرو، المدير العام الأسبق لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن رائد صحافة الوكالة بالمغرب انتقل إلى عفو الله اليوم الثلاثاء بالرباط. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. ارتبط اسم الراحل عبد الجليل فنجيرو، المزداد بالرباط سنة 1938، بوكالة المغرب العربي للأنباء (ومع)، حيث شغل منصب مديرها العام طيلة الفترة الممتدة من 1974 إلى 1999. لكن إسهام فنجيرو، المرجع الحي للصحافة الوطنية، لا يقتصر فقط على صحافة الوكالة، ذلك أن فنجيرو طبع ببصمته الخاصة المشهد الإعلامي الوطني، والإقليمي والقاري. وقد حاز الراحل على الجائزة الفخرية للدورة الثالثة عشرة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة. وقد تميز فنجيرو بحسه العالي للمسؤولية والصرامة والاحترام الدقيق لأخلاقيات المهنة، كل ذلك مقرونا بأسلوب رفيع في الكتابة، مما مكنه من أن يترقى بسرعة في مساره المهني، حيث انتقل من رئيس تحرير عام إلى مدير، قبل أن يعين مديرا عاما لوكالة المغرب العربي للأنباء. وعرفت الوكالة تحت إدارة الراحل فنجيرو، الحاصل على دبلوم من معهد الدراسات العليا المغربية ومن المركز الدولي للتعليم العالي في الصحافة من جامعة ستراسبورغ بفرنسا، طفرة ملحوظة من خلال فتح حوالي 20 ممثلية في كبريات العواصم العالمية وتغطية جزء هام من التراب الوطني. كما أن بث الأخبار بأربع لغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية والإسبانية) مكن من وضع وكالة المغرب العربي للأنباء في طليعة وكالات الأنباء في العالم العربي وإفريقيا والبلدان الصاعدة بصفة عامة. وعرف فنجيرو، بدفاعه الشديد عن النظام العالمي الجديد للإعلام والاتصال، حيث شارك طيلة ثلاثة عقود في الملتقيات التي خصصت لهذا الغرض عبر العالم، ودافع بدون كلل عن الحوار شمال-جنوب، وخاصة جنوب-جنوب الذي أعطاه الأفضلية والذي نافح عنه على الدوام. وساهم الراحل بحيوية في تأسيس وكالة الأنباء الإفريقية (بانا) سنة 1979 ، والوكالة الإسلامية الدولية للأنباء سنة 1970 وتجمع وكالات أنباء بلدان عدم الانحياز (ناناب) سنة 1975 واتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) سنة 1974 وتجمع وكالات أنباء بلدان اتحاد المغرب العربي سنة 1989، وكذا في إحداث تحالف وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط أمان سنة 1992. وانتخب فنجيرو لثلاث مرات رئيسا لاتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) في بداية ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كما انتخب لرابع مرة على رأس هذا الاتحاد في نونبر 1999 خلال الدورة ال 27 للجمعية العامة ل (فانا) التي اختارته رئيسا شرفيا لها مدى الحياة ومستشارا دائما. وبمبادرة منه، تم تنظيم في أكتوبر 1989 بالرباط مؤتمر للمدراء العامين لوكالات الأنباء المغاربية الذي قرر إنشاء تجمع وكالات أنباء دول اتحاد المغرب العربي الذي تولى أيضا منصب رئاسته. وفي يوليوز 1994، أعيد انتخابه لمرة ثانية رئيسا لتجمع وكالات أنباء اتحاد المغرب العربي. وتولى فنجيرو سنتي 1995 و 1996 رئاسة تحالف وكالات الأنباء المتوسطية (أمان) التي تضم وكالات أنباء الدول الأوروبية والعربية بحوض المتوسط. وعلى مدى أربع سنوات، كان فنجيرو محاضرا بالمعهد العالي للصحافة بالرباط، وساهم منذ إنشاء هذه المؤسسة الجامعية في بداية سبعينيات القرن الماضي في إعداد برامج دراسية ودرس به صحافة الوكالة. وتعاون الراحل طيلة مساره المهني، وبالموازاة مع مهامه على رأس وكالة المغرب العربي للانباء، مع وسائل إعلام عالمية كوكالة "أسوشيتد برس" ما بين 1965 و1996 ومع الأسبوعية الأمريكية "نيوزويك" خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومع المجلة الأمريكية "كونتينانتال برس"، فضلا عن تعاونه مع مكتب الإذاعة والتلفزة الفرنسي سابقا ووسائل إعلام وطنية. وبعد المهام التي تولاها بكل إخلاص وتفان بوكالة المغرب العربي للأنباء، وشحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعين أشهرا بعد ذلك سفيرا للمغرب ببيروت.