بالفعل، فإن إسهام هذا المهني الفذ لا يقتصر فقط على صحافة الوكالة، ذلك أن فنجيرو طبع ببصمته الخاصة المشهد الإعلامي الوطني، والإقليمي والقاري. واعترافا بمساره المهني الذي جعله في خدمة الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية وتكريسا للمبادئ النبيلة للمهنة، تسلم فنجيرو، أول أمس الخميس بالرباط، الجائزة الفخرية للدورة الثالثة عشرة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة. وبالنظر لكون فنجيرو يوجد في سفر إلى الخارج، فقد تم تسليم الجائزة لأحد أقاربه نورالدين أمير، من طرف أحد أقدم أصدقائه، الصديق معنينو. وقد تميز فنجيرو، رائد صحافة الوكالة بالمغرب، بحسه العالي للمسؤولية والصرامة والاحترام الدقيق لأخلاقيات المهنة، كل ذلك مقرونا بأسلوب رفيع في الكتابة، مما مكنه من أن يترقى بسرعة في مساره المهني، حيث انتقل من رئيس تحرير عام إلى مدير، قبل أن يعين مديرا عاما لوكالة المغرب العربي للأنباء. وتحت إدارة السيد فنجيرو، الذي لا يجادل أحد في مهنيته، وهو الحاصل على دبلوم من معهد الدراسات العليا المغربية ومن المركز الدولي للتعليم العالي في الصحافة من جامعة ستراسبورغ بفرنسا، عرفت الوكالة طفرة ملحوظة من خلال فتح حوالي 20 ممثلية في كبريات العواصم العالمية وتغطية جزء هام من التراب الوطني. كما أن بث الأخبار بأربع لغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية والإسبانية) مكن من وضع وكالة المغرب العربي للأنباء في طليعة وكالات الأنباء في العالم العربي وإفريقيا والبلدان الصاعدة بصفة عامة. وعرف فنجيرو، وهو من مواليد الرباط سنة 1938، بدفاعه الشديد عن النظام العالمي الجديد للإعلام والاتصال، حيث شارك طيلة ثلاثة عقود في الملتقيات التي خصصت لهذا الغرض عبر العالم، ودافع بدون كلل عن الحوار شمال-جنوب، وخاصة جنوب-جنوب الذي أعطاه الأفضلية والذي نافح عنه على الدوام. وهكذا، ساهم السيد فنجيرو بحيوية في تأسيس وكالة الأنباء الإفريقية (بانا) سنة 1979 ، والوكالة الإسلامية الدولية للأنباء سنة 1970 وتجمع وكالات أنباء بلدان عدم الانحياز (ناناب) سنة 1975 واتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) سنة 1974 وتجمع وكالات أنباء بلدان اتحاد المغرب العربي سنة 1989، وكذا في إحداث تحالف وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط أمان سنة 1992. وانتخب فنجيرو، الذي يحظى باحترام كبير من طرف زملائه بمختلف المنتديات، لثلاث مرات رئيسا لاتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) في بداية ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كما انتخب لرابع مرة على رأس هذا الاتحاد في نونبر 1999 خلال الدورة ال 27 للجمعية العامة ل (فانا) التي اختارته رئيسا شرفيا لها مدى الحياة ومستشارا دائما. وبمبادرة منه، تم تنظيم في أكتوبر 1989 بالرباط مؤتمر للمدراء العامين لوكالات الأنباء المغاربية الذي قرر إنشاء تجمع وكالات أنباء دول اتحاد المغرب العربي الذي تولى أيضا منصب رئاسته. وفي يوليوز 1994، أعيد انتخابه لمرة ثانية رئيسا لتجمع وكالات أنباء اتحاد المغرب العربي. وتولى فنجيرو سنتي 1995 و 1996 رئاسة تحالف وكالات الأنباء المتوسطية (أمان) التي تضم وكالات أنباء الدول الأوروبية والعربية بحوض المتوسط. وعلى مدى أربع سنوات، كان فنجيرو محاضرا بالمعهد العالي للصحافة بالرباط، وساهم منذ إنشاء هذه المؤسسة الجامعية في بداية سبعينيات القرن الماضي في إعداد برامج دراسية ودرس به صحافة الوكالة. وتعاون طيلة مساره المهني، وبالموازاة مع مهامه على رأس وكالة المغرب العربي للانباء، مع وسائل إعلام عالمية كوكالة "أسوشيتد برس" ما بين 1965 و1996 ومع الأسبوعية الأمريكية "نيوزويك" خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومع المجلة الأمريكية "كونتينانتال برس"، فضلا عن تعاونه مع مكتب الإذاعة والتلفزة الفرنسي سابقا ووسائل إعلام وطنية. وبعد المهام التي تولاها بكل إخلاص وتفان بوكالة المغرب العربي للأنباء، وشحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعين أشهرا بعد ذلك سفيرا للمغرب ببيروت. ويظل فنجيرو (77 عاما) الصحافي القريب من زملائه والذي يحظى بالتقدير الاحترام لدى كافة العاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء.