بضع دقائق من الأمطار تهاطلت صباح يوم الأحد 31 من الشهر الماضي، كانت كافية لإرباك السير و الجولان بشوارع و أزقة مدينة الرشيدية . أغلب هذه الشوارع ، إن لم نقل جميعها تحولت الى مجرى سيول جارفة محملة بالأتربة و الأحجار التي اقتلعتها المياه ، حتى أن مواسير وسط المدينة اختنقت رغم تجديدها مؤخرا ، ما جعلها تلفظ المياه العادمة خاصة بمناطق السوق المغطاة . الذهاب الى حي المسيرة و حي عين العاطي 1 أصبح مستحيلا ذاك الصباح بفعل إغلاق القنطرة التي توجد على نهر ألواد لحمر بسبب إعادة تهيئتها ، واستحالة المرور في الممر الوحيد الى الحي وهو المرور في ساحة الواد المذكور الذي أصبح محملا بمياه الأمطار، ما تسبب في احتباس السكان من المرور من كلا الجانبين لعدة ساعات خاصة أصحاب السيارات . الطريق الوطنية رقم 10 المؤدية من الرشيدية إلى كلميمة غربا ، أصبحت مقطوعة كذلك لعدة ساعات يوم الأحد الماضي ، وذلك لمرور نفس الوادي فوق الطريق المذكور. الجهة الشرقية لمدخل الرشيدية غمرتها المياه من كل جانب ، حتى أضحت الطرقات لا تظهر بفعل السيول التي غطتها بما فيها مفترقات الطرق الموجودة على مستوى حي أولاد الحاج و مطار مولاي اعلي الشريف ، ما جعل تلك المياه المنهمرة و الجارفة بقوة من شعاب و وديان صغيرة تأتي على جدران مستودع للتخزين تابع لأحدى مقاولات البناء بالرشيدية . الأدهى من هذه الخسائر والأمر ، هو ما تعرض له المستشفى الجهوي مولاي اعلي الشريف بالرشيدية ، عندما داهمته مياه السيول التي تساقطت على الرشيدية ، و غمرت مختلف الممرات الداخلية للمستشفى حتى كادت المياه تدخل الى مختلف المصالح الصحية كمصلحة الراديو و السكانير ومصلحة طب الرجال و... وما تعرض إليه كذلك ، السوق البلدي الواد لحمر المعروف بسوق الخميس ، الذي غمرته المياه ودخلت الى الدكاكين و محلات البيع و الشراء ما جعل أصحابها يطلبون اللطيف حتى لا تتحول الى كارثة مستهزئين بالسلطات المختصة التي لا تظهر في مثل هذه الأوضاع لتبقى الأمطار في كل مناسبة هي "الفاضح المفضح" بامتياز لخروقات التهيئة المجالية للمدن التي تصرف عليها أموال طائلة بدون القيام بدراسات حقيقية قبل الانجاز حتى لا نسقط في التهيئة و إعادة التهيئة لبنية تحتية تبقى دائما دون المستوى المرغوب .