أكد رودي جولياني، محامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الأخير سيرفض «تماماً» المثول أمام المحقق الخاص روبرت مولر، المُكلف بالتحقيق في احتمال قيام تنسيق بين روسيا وفريق حملة ترامب، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقال جولياني في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، رداً على سؤال عن احتمال موافقة ترامب على المثول أمام المدعي الخاص «لن يحصل هذا الأمر إلا على جثتي». وكان جولياني قد قدَّم إجابات مكتوبة، الشهر الماضي، عن أسئلة من المحقق الخاص مولر، في التحقيق الذي يجريه عن تدخل روسيا في انتخابات 2016. وقال جولياني في بيان إن «معظم ما طرح من أسئلة أثار مشكلات دستورية خطيرة، وتجاوز نطاق تحقيق يحظى بمشروعية». مضيفاً في الوقت نفسه أن الرئيس قدَّم «تعاوناً غير مسبوق»، وأن الوقت حان «لإنهاء هذا التحقيق». وما زال محيط ترامب ينتقد بشدة التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص مولر، ويشكك في شرعيته أيضاً. وكان ترامب أجاب، الشهر الماضي، خطياً عن أسئلة مكتب مولر، ولم يكن معروفاً بعدُ ما إذا كان وارداً لديه المثول شخصياً أمامه. وخلال الربيع الماضي، قال جولياني إنه قد يكون من الممكن الاستماع إلى موكله ترامب، في حال تأكَّد «عدم وجود فخ» ينصب له. ومنذ تلك الفترة أصدر القضاء الأميركي أحكاماً على عدد من المقربين من ترامب، بينهم محاميه السابق مايكل كوهين. حيث أدين كوهين بقيامه بدفع مبلغ 280 ألف دولار، ل «عشيقتين» سابقتين مفترضتين لترامب عام 2016، ليضمن صمتهما قبيل الانتخابات الرئاسية. وقال كوهين في مقابلة تلفزيونية، بُثت الجمعة 14 ديسمبر 2018، إن ترامب أمر بدفع أموال لشراء صمت امرأتين، قبل وقت قليل من حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016، مضيفاً أن الرئيس كان يعلم أن هذا العمل يمثل مخالفة. وأضاف كوهين لقناة تلفزيون «إيه بي سي»: «إن الرئيس أمرني بدفع الأموال، وأمرني بالمضي في هذا الأمر»، وذلك في إشارة إلى دفع 150 ألف دولار للعارضة السابقة بمجلة «بلاي بوي» كارين مكدوجال، و130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز. وقالت المرأتان إنهما أقامتا علاقات مع ترامب قبل أكثر من 10 أعوام، لكن الرئيس وممثليه نفوا ذلك. وعندما عيّن مولر محققاً خاصاً، في ماي 2017، قال نائب وزير العدل الأميركي رود روزنشتاين، إن التحقيق سيشمل «أي أمور تثور أو قد تنبع مباشرة من التحقيق»، في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا أثناء انتخابات 2016. وقال جولياني لرويترز في وقت سابق، إن ترامب سيجيب عن الأسئلة المتعلقة بما إذا كانت حملته تآمرت مع موسكو، ولن يرد على الأسئلة المتعلقة بما إذا كان سعى إلى عرقلة التحقيق وهو في المنصب، الأمر الذي يُحقق فيه مولر أيضاً. وقال مصدر لرويترز، الشهر الماضي، إن من بين الموضوعات التي شملتها إجابات ترامب، اجتماعاً عُقد في يونيو 2016، بين دونالد ترامب الابن وأعضاء آخرين في حملة ترامب ومجموعة من الروس. ونفى ترامب، الصيف الماضي، علمه بالاجتماع في برج ترامب مع الروس، الذين وعدوا حملة ترامب بنشر معلومات تضرّ بمنافِسته الديمقراطية في انتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون. وخلصت وكالات مخابرات أميركية إلى تدخل روسيا في الانتخابات، في مسعى لترجيح الكفة ناحية ترامب بتقويض كلينتون. ووجَّه مولر بالفعل اتهامات لبعض المساعدين السابقين لترامب، ومن بينهم مدير حملته ومستشاره السابق للأمن القومي، وكذلك لعدد من الأفراد الروس والكيانات الروسية.