خيمت السياسة الخارجية للرئيس الامريكي دونالد ترامب على أشغال المؤتمر الدولي المقام بمراكش الاسبوع الجاري والمنظم من طرف مركز الدراسات من أجل الجنوب الجديد الذي يترأسه الدكتور كريم العيناوي. كان ذلك في ورشة بعنوان "تفكيك النظام العالمي الأمريكي" الجمعة الاخير. هذه الجلسة سيرت من قبل ألان كسوجا، صحفي بقناة ال ب ب س نيوز (أوغندا)، وشارك فيها كل من روبن بريجتي، عميد مدرسة إليوت للأعمال الدولية التابعة لجامعة جورج واشنطن، وهو كذلك سفير سابق للولايات المتحدةالامريكية لدى الاتحاد الافريقي، الى جانبه نجد نيلام ديو، مؤسسة ومديرة المجلس الهندي للعلاقات الشاملة، وجون ساروس، رئيس سابق لجهاز الاستخبارات البريطانية م إ 6، وأخيرا وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبيرت فيدرين. حسب المشاركين، فان الرئيس الأمريكي يثير الحيرة لدى المنتدى الدولي، الذي يقف عاجزا عن فهم هذا الرئيس-الظاهرة، وما قد يترتب لاحقا عن تصريحاته وأفعاله، البعض يعتقد أن تناقضات الرئيس ترامب تعكس تعلٌما صعبا لممارسة السلطة. واعتبروا انه على العكس من ذلك، يرى الأكثر تشاؤما أننا وجها لوجه مع منعطف جديد للدبلوماسية الامريكية، والتي قد تعصف بالنظام العالمي، كما عهدناه منذ 1945، ليحل محله نظام جديد مثقل بالتهديدات والاختلالات. وخلال هذا النقاش أجمع المتدخلون أنه لا خوف على هذا النظام الامريكي العالمي خلال الثلاثين سنة القادمة، وذلك رغم المنافسة الشرسة. وعلى أصعدة عدة بين أمريكاوالصين، يُجمع المتدخلون، أن العالم يحتاج الى نظام يسوده التعاون ويكون مريحا للجميع، أوربا، أمريكا اللاتينية، وافريقيا، يجب أن يضعوا اليد في اليد لأجل إقامة نظام من هذا القبيل، كما يقول روبن بريجتي، الذي يرى أن مثل هذا الالتئام من شأنه خلق مركز للقيم ومنصة للتواصل في عالم تصبح فيه الولاياتالمتحدة، الصين وروسيا، دولا قومية. و" أحسن شيء يمكن أن تتمناه هو بناء عالم متعدد الأطراف"، حسب جون ساروس. وحسب هوبيرفيدرين وزير الخارجية الفرنسي الأسبق فان: " ترامب مجرد عرَض وليس السبب، لم يكن هناك أبدا نظام متفاوض، وحوله الأنظمة يختارها المنتصرون". بينما يرى روبن بريجتي أن : " ما يقلق ليس هو صعود الصين، بل التخلي التام عن قيمنا الأساسية خلال ممارسة السياسة الخارجية، يحدث هذا في وقت تتقدم فيه العديد من البلدان وكأن الكل يريد أن ينتزع لقب الديمقراطية". وأضاف جون ساورس،أن السترات الصفر في باريس ومن صوتوا لصالح ترامب هم نفس الأشخاص الذين يساندون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ( بريكزيت)، هؤلاء يعتقدون أن العولمة تهدد لقمة عيشهم وهم من يتواصلون على منصات التواصل الاجتماعي.