أكد محمد اليازغي كاتب حزب الوردة السابق 'أن المائدة المستديرة بجنيف حول قضية الصحراء المغربية، والتي أشرف عليها المبعوث الأممي الألماني هورست كوهلر، وجمعت كلا من المغرب والجزائر ومورتانيا ووفد البوليساريو ، أنها لم يتمخض عنها نتائج ملموسة، لكنها مرت على الأقل في أجواء مشجعة..' وأضاف مؤلف كتاب 'الصحراء هويتنا ؟'، في ندوة تحت عنوان ''القضية الوطنية : الذاكرة التاريخية وقراءات في المسار'' ، نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بسلا يوم السبت 8دجنبر الجاري، أكد اليازغي ''أن المباحثات لن تكون سهلة ،لكنه أبرز أن على المغرب الترافع جيدا على مقترح الحكم الذاتي ، والعمل على إبطال مناورات الجزائر والبوليساريو،وعلى فضح الظروف الخطيرة التي يعيش تحت وطأتها لاجؤو مخيمات تندوف، محملا المسؤولية في ذلك للنظام الجزائري ..' ذ.الموساوي العجلاوي ،قدم قراءة في لقاء جنيف ،حيث قال 'أن قضية الصحراء تاريخيا،ولدت في سياق مغربي- مغربي،والجواب الدي يقدم المغرب لحل هذا النزاع يأتي في نفس السياق،معتبرا مباحثات جنيف اعتمد فيها المبعوث الأممي -ما أسماه العجلاوي- منهجية الكل نحو الجزء ' وأضاف الموساوي 'أن المغرب منسجم مع توجهاته وفي تطور أداء الدولة ،بحيث أن اقتراح الحكم الذاتي جاء سنة 2007،والملاحظ أنه يأتي في سياق وطني تميز بالإنصاف والمصالحة سنة 2006،بمعنى أن هناك سيرورة ومنهجية في التعاطي مع القضايا الوطنية بمنطق منسجم' ودعى العجلاوي ' إلى ضرورة أخذ المبادرة بالإستماع والتواصل أكثر مع الجيل الأول من السياسيين والوطنيين الذين عايشوا قضية الصحراء المغربية ،واعتبار ذلك منطلقا لبناء الأفكار والنظريات في الوقت الراهن .لما لذلك من أهمية ،بحيث لايجب أن تضيع كل التراكمات التي حققها ذلك الجيل في الموضوع، وعلى الأقل الإستفادة مما تبقى منه لتنوير وتوجيه المهتمين الشباب في موضوع الوحدة الترابية..'.. وتناولت ندوة اليوم -التي أدار أشغالها ذ.عبدالفتاح البلعمشي-،تناولت الندوة القضية الوطنية في أبعادها التاريخية،الحقوقية، وذلك من خلال علاقة القضاء بوحدة المملكة ل(ذ.أحمد الفقيه التطواني)،والبناء المغاربي ل(ذة.حسناء أبو زيد)، ،ذ.الطيب الشودري بقراءة في الذاكرة الديبلوماسية . كما شارك أيضا في الندوة القيادي السابق في البوليساريو البشير الدخيل ومصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ،ذ.خالد الناصري، وذ.عبدالودود خربوش، حيث أجمعت كل المداخلات على أهمية 'المبادرة الملكية اتجاه الشقيقة الجزائر ، للدخول في محادثات ثنائية لتصفية الأجواء وبعث مختلف أوجه التعاون بما يخدم مصالح الشعبين (الذين يجمعهما تاريخ مشترك وقواسم مشتركة متعددة أبرزها وحدة الدين واللغة والجوار والنضال المشترك ضد المستعمر وغيره)، وبما يحقق تقدم الشعبين خصوصا في الظروف الإقليمية والعالمية،حيث ينتشر التطرف ويؤثر سلبا على الإستقرار وعلى أمن الدول، سواء في منطقة الشرق الأوسط، أو الساحل والصحراء، أو أوروبا، في وقت توجد دول شمال أفريقيا في أمس الحاجة إلى التكتل والبناء المغاربي ،الذي سيأتي بحلول ناجعة للعديد من مشاكلها وتحدياتها الإقتصادية والإجتماعية والأمنية عوض هدر مصالح شعوبها جراء واقع التفرقة والنزوع إلى الهيمنة ..' كما وقفت المداخلات على أهمية تبني الجهوية الموسعة ،وترسيخ لبنات الديمقراطية التشاركية،ومشاريع تنمية أقاليم الجهات الثلاث الجنوبية ، بما سيحفز على توافد الاستثمار،ويحقق العيش الكريم لساكنة ومواطني تلك الأقاليم المغربية..بالإضافة إلى تمكين الديبلوماسية المغربية من الإطلاع المتين والموثق بالتفاصيل التاريخية والعلمية حول الصحراء المغربية، وتنظيم زيارات ميدانية للأراضي الجنوبية، وتعزيز قنوات التواصل مع ساكنتها وفعالياتها الجمعوية.. يذكر أن ندوة القضية الوطنية ، تأتي في إطار مشروع لمؤسسة الفقيه التطواني بشراكة مع الوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، يهدف إلى تكوين جمعيات مدنية في قضايا الترافع على قضية الوحدة الترابية، عبر برنامج يمزج بين المكون التاريخي الأكاديمي، والقانوني والإستثمار الأمثل لقنوات التواصل الحديثة ،بمشاركة مختصين،أكاديميين وفاعلين حقوقيين وأطراف رسمية.. وأشار أبوبكر الفقيه التطواني رئيس المؤسسة المنظمة في تصريح لبوابة الصحراء –احداث انفو ،'' أن المؤسسة ستخصص لقاءات تكوينية تركز أكثر على النموذج التنموي للاقاليم الجنوبية ومكوناته،والثمثيلية الديمقراطية للساكنة المنطقة والتي يظهر جزء من تجلياتها في تمثيلية ساكنة المناطق الصحراوية في وفد المباحثات لجنيف بشخصيات وزانة منتخبة ،كما سنسلط الضوء على مقترح مشروع الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كسقف أعلى في المفاوضات وسيتم تناول مضامينه والأشكال الممكنة لتنزيله،على كل المستويات..''