"يا مسؤول يا مسؤول هاد الزفت ماشي مقبول"... هكذا ارتفعت أصوات المحتجين، اليوم في وقفة احتجاجية بجانب الطريق الوطنية (رقم 1)، الرابطة بين مدينة الدارالبيضاء والجديدة. فاستجابة للدعوة التي أطلقتها تنسيقية المجتمع المدني ببلدية حد السوالم، التابعة لعمالة اقليمبرشيد، وقف العشرات من سكان السوالم، شيبا وشبابا وأطفالا، أمام باشوية حد السوالم، ظهر اليوم الأحد، من أجل الاحتجاج ضد معمل الزفت الذي قالوا إنه يلوث أجواء المدينة ويخنق أنفاس سكانها، جراء الأدخنة التي تنفثها مداخنه خلال كل عملية تذويب لهذه المادة الخطيرة، التي حولت حياة السكان إلى كابوس خنق أنفاسهم، وجعل المشاكل الصحية لمن يعانون منهم من ضيق للتنفس، أو أمراض بالجهاز التنفسي، تتضاعف وتزداد أحوالهم سوءا فبعد وقفات سابقة أمام كل مقر البلدية والباشوية، انطلقت منذ شهر أكتوبر الماضي، عاد السكان للاحتجاج، بعد أن باءت مطالبهم إلى المسؤولين، وعلى رأسهم عامل اقليمبرشيد، بعدم الاستجابة وفرض قرار منع تصنيع مادة الزفت بالمعمل الذي يوجد بالمنطقة الصناعية بحد السوالم، في الوقت الذي تغطي فيه أدخنته الخانقة مناطق شاسعة من النفوذ الترابي لبلدية حد السوالم. وكانت ساكنة البلدية قررت الخروج عن صمتها بعد معاناة مع معمل الزفت تنبعث منه روائح كريهة تتسبب في اختناقات عديدة للمواطنين وتقض مضاجعهم. ويطالب السكان السلطات المحلية والاقليمية بالتدخل لإنقاذهم من هذا الوضع، ووقف الانبعاثات الصادرة عن معمل تصنيع الزفت، محملينها المسؤولية في استمرار هذه الشركة في إنتاجها الذي يقولون إنه يدمر صحتهم، ويؤثر على حياتهم، في خرق لبنود دفتر تحملات الشركة.