خرجت ساكنة بلدية حد السوالم، التابعة لإقليم برشيد، عن صمتها بعد معاناتها الطويلة مع معمل خاص تنبعث منه روائح كريهة تتسبب في اختناقات عديدة للمواطنين وتقض مضجعهم. وأقدم السكان، مساء اليوم الخميس، على تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية حد السوالم، مطالبين السلطات المحلية والعاملية بالتدخل لإنقاذهم من هذا الوضع، ووقف الانبعاثات الصادرة عن المعمل الذي يقوم بتصنيع الإسفلت (الزفت). ورفع المحتجون، رجالا ونساء وأطفالا، شعارات ضد استمرار المصنع في إفرازاته التي تؤثر على صحتهم، محملين السلطات مسؤولية استمرار الشركة في عملها دون احترام لبنود دفتر التحملات. وقال هشام الدرياني، منسق تنسيقية المجتمع المدني بحد السوالم التي دعت إلى الوقفة الاحتجاجية، إن "هذه الصرخة تأتي بسبب الانبعاث القوي للروائح الكريهة من المصنع، والتي تنطلق كل ليلة ابتداء من الساعة العاشرة إلى حدود الفجر، مما يتسبب في اختناق السكان". وأوضح الدرياني، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المنطقة كانت محجا للمواطنين من الدارالبيضاء وغيرها بسبب نقاء هوائها، إلا أنه في ظل التلوث الصادر عن المصنع باتت الساكنة تفضل مغادرة البلدية بحثا عن مكان آخر". وأضاف أن الساكنة ليست ضد الاستثمار، لكنها "مع الاستثمار الذي يحترم دفتر التحملات ودراسة الأثر على البيئة، لأنه من حق الساكنة أن تستمتع باستنشاق هواء نقي". من جهته، أكد أحد المحتجين، في تصريحه للجريدة، أنه قدم من مدينة الدارالبيضاء إلى بلدية حد السوالم بعدما نصحه طبيب ابنته بضرورة تغيير المدينة والبحث عن مكان تغيب فيه مظاهر التلوث. وأضاف أنه مع توالي هذه الروائح الكريهة المنبعثة ليلا، بات يفكر في الرحيل عن المنطقة حفاظا على صحة ابنته التي تعاني مرض الربو، مشيرا إلى أن احتجاج السكان هو رسالة إلى المسؤولين لوقف أنشطة المصنع الذي يتسبب في هذه الروائح. وشرعت ساكنة البلدية، التي تبعد عن الدارالبيضاء بحوالي 30 كيلومترا، في جمع توقيعات من أجل مراسلة السلطات الإقليمية لدفعها إلى إلزام المصنع بالوفاء بدفتر التحملات، سيما أنه مختص بالتلفيف وليس صناعة "الزفت".