على مدى ساعتين خاض صباح اليوم الخميس عدد من السكان المنتمين إلى الجماعة القروية «الساحل أولاد احريز» وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة الكائنة بالطريق المتجهة من الطريق الوطنية رقم 1 صوب مدينة برشيد، والتي تحمل اسم «العسيلات». الوقفة التي رفع خلالها المتظاهرون شعار «نعم للاستثمار.. ولا للتلويث والقتل»، تأتي بعد أيام من وفاة أحد العمال داخل المصنع الذي يوجد في النفوذ الترابي للجماعة المذكورة، وبالضبط قرب «دوار لخدارة» الذي خرج سكانه للاحتجاج بعد تسجيل حالة وفاة ثانية في صفوف العمال في ظرف لا يتجاوز الأشهر المعدودة. المحتجون رفعوا لافتات كتب عليها «كفى من تلويث الساحل»، معلنين أن «معملا لتذويب المتلاشيات يقتل مستخدميه»، ومطالبين باعتباره من سكان دوار لخدارة ب «الإيقاف الفوري لهذا المعمل» الذي قالوا إن ضرره طال «الصغار والكبار»، ولم تنج منه حتى «البهائم والمنتوجات الفلاحية من خلال دخانه» الذي يلوث للبيئة». الوقفة التي تم تنظيمها من طرف عدد من جمعيات المجتمع المدني بجماعة الساحل أولاد احريز، قال المشاركون فيها في تصريح لموقع «أحداث أنفو» إنهم «يطالبون بفتح تحقيق في وفاة عاملين بشركة «T- steel» ورفع الضرر عن الساكنة المجاورة»، ملتمسين من وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بالبيئة، إيفاد لجان لها من أجل الوقوف على حجم الأضرار التي يخلفها هذا المصنع. وكانت عناصر الدرك الملكي بمركز حد السوالم منعت قبل أيام عددا من المواطنين، ضمنهم أخ أحد الضحايا السابقين للمصنع ذاته، مِن توثيق وتصوير عملية نقل جثة أحد ضحايا المعمل المذكور، حيث حرصت عناصر الدرك الملكي على سلب عدد من الأشخاص هواتفهم النقالة لمنع تصوير نقل جثة الضحية. وقد لقي العامل الضحية مصرعه بمصنع تذويب الحديد والأليمنيوم نتيجة ما وصفه عدد من السكان وزملاء الضحية في العمل ب «ظروف العمل غير الصحية بهذا المنشأة، وغياب شروط السلامة والوقاية». وقد استيقظ السكان قبل أيام قليلة مضت، وبالضبط يوم الجمعة الماضي الذي صادف تاريخ 22 دجنبر الجاري، على خبر هذه الفاجعة، التي أعادت إلى أذهانهم واقعة مصرع عامل سابق يسمى «عزيز حيداس»، اختناقا، قبل ثلاثة أشهر مضت بالمصنع ذاته. وكان العديد من السكان اعترضوا على إحداث هذا المصنع وسط السكان بسبب الأدخنة التي تنبعث من مداخنه، مخلفة سحبا سوداء تخنق الأنفاس. وكان الضحية «عزيز حيداس» لقى حتفه متأثرا بروائح المواد المستعملة في عملية التذويب، صباح يوم الخميس 14 شتنبر 2017. ويؤكد السكان أن العامل الهالك لقي حتفه مثأترا بروائح المواد المستعملة في عملية التذويب، حيث كان يعمل خلال الفترة الليلية بهذا المصنع، مشيرين إلى اختناقه إثر عملية التذويب في الساعات الأولى من الصباح.