انطلقت اليوم الجمعة 16 نونبر فعاليات مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بحضور كبير ووازن وذلك بالمسرح الوطني محمد الخامس، حيث غصت كل جنباته بالجمهور السلاوي والرباطي وضيوف المهرجان مز الخارج والداخل. وكان في مقدمة الحضور الرسمي عبد الكريم بنعتيق الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، القيادي الاشتراكي ادريس لشكر وعدد من الفعاليات السينمائية والفنية الوطنية والعربية والدولية. ماميز حفل الافتاح الكلمة التي القاه عبد الحق منطرش رئيس المهرجان، حيث أكد فيها على أن التحولات والتطورات المتسارعة التي تعرفها مدينة الرباط في مختلف المجالات بوأت عاصمة المغرب مكانة متميزة ضمن مصاف العواصم الكبرى في العالم، وذلك بفضل التوجهات والرعاية الملكية لصاحب الجلالة. ودعا منطرش في ذات السياق الى أن الجميع مطالب بالدفع والدعم لهذا المهرجان ليصبح واجهة سينمائية عالمية متطورة شكلا ومضمونا تستمر في استقطاب ألمع وأشهر الوجوه والنجوم الفنية والثقافية. وذكر منطرس ان تنظيم هذا المهرجان لمدة ثلاثة وعشرون سنة يتم بحب واستماتة، رغم الاكراهات المادية، إيمانا بالدور والوظيفة التي تقوم بها السينما كفن راقي يساهم في التثقيف والتربية وتهذيب الذوق الفني للمشاهد إضافة إلى دوره الفعال في الديبلوماسية الثقافية التي تقرب المسافات بين الشعوب وتحطم الحواجز النفسية وتكسر الصور النمطية بين الأفراد والجماعات. وشهدت حفل الافتتاح تكريم الفنانة المغربية المتميزة "راوية" في اطار ثقافة الاعتراف والوفاء، ولم تتمالك الفنانة راوية نفسها. التي صعدت للخشبة وهي تدرف الدموع جراء تأثرها بتصفيقات الجمهور ووقوفه لها احتراما وتقديرا لعطاتها وادلئها الفني والوطني وسلمها ذرع المهرجان عبدالحق منطرش رئيس المهرجان. كما تكريم النجم السينمائي الكبير محمود حميدة الذي سلمهه عبد الكريم بنعتيق درع المهرجان، وكانت لحظة صعود هذا الفارس المصري لمنصة خشبة المسرح لحظة حماس وتجاوب مع الجمهور المغربي الذواق للفن الاصيل والراقي. وتم تقديم لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية التي يترأسها الامريكي هايلي جيرما ذو الاصول الاثيوبية، ثم لجنة التحكيم للنقاد. كما شهد حفل الافتتاح عرض الفيلم الياباني "مسألة عائلية" للمخرج "هيروكازو كوري إدا" الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان الفرنسي 2018. ويذكر ان قاعات العرض الخزانة السينمائية التابعة للمركز المغربي السينمائي، والمسرح الوطني محمد الخامس، سينما الفن السابع والمركز الثقافي أكدال، وقاعة العرض التابعة للمتحف الوطني محمد السادس،، وقاعة فليب جرار التابعة للمعهد الثقافي الفرنسي والمتوزعة على أربعة مقاطعات بالعاصمة، حسان، يعقوب المنصور، أكدال الرياض، ستعرف عرض أكثر من سبعين فيلما ينتمون لأكثر من 27 دولة من مختلف القارات، بحضور ممثلين ومخرجين ومنتجين. منها خمسة عشر فيلما طويلا يشاركون في المسابقة الرسمية للتباري على جائزة الحسن الثاني للمهرجان، ثم شرائط وثائقية، فضلا عن عدة أفلام مبرمجة في فقرات، استرجاع، و سينما العالم وسينما البلد المضيف الذي تمثله هذه السنة السينما اللبنانية ونافذة على السينما المغربية وأفلام لرموز السينما العالمية، وسيحضر هذه الدورة السينمائي الانتروبولوجي المخرج جون روش، إضافة إلى سينما الأطفال وسينما "الفن والتجريب" الخاصة بالشباب وخرجي المدارس والمعاهد المتخصصة، وعلاوة على ندوات علمية وموائد مستديرة متنوعة وغنية. كما تتميز هذه الدورة بعرض أفلام لمخرجين مغاربة يعيشون بالخارج، في اطار ارتباط هؤلاء المبدعين المغاربة بالوطن الأم ومتابعة إبداعاتهم من قبل المغاربة ومواكبتها كمنتوج ثقافي وفني مغربي وراءه جزء من مغاربة العالم.