وسط حضور مكثف لعدد من نجوم الفن السابع،رفع الستار مساء أمس في المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، عن افتتاح مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف،في طبعته التاسعة عشر، تحت شعار " السينما في خدمة التنمية". وقد كان واضحا أن هناك إصرارا من جمعية مهرجان الرباط الدولي للفنون، على الاستمرار في إحيائه كل سنة ، رغم الإكراهات والمصاعب المادية، التي تواجهه، والتي تحدث عنها بنوع من التلميح،عبد الحق منطرش،رئيس الجمعية، في كلمته، مضيفا أنه تم تجاوز العديد من المعيقات. وأشار المنطرش إلى ماراكمه المهرجان من خبرة وتجربة احترافية على مدار الدورات السابقة، مما أكسبه جمهورا كبيرا يتزايد عاما بعد عام، مستعرضا برنامج هذه الدورة التي تستمر إلى غاية 5 اكتوبر المقبل. وكشف المنطرش، أن المهرجان اختار هذا العام السينما الصينية،كضيفة شرف ، نظرا لما لها من رصيد في مجال الفن السابع، ولما سجلته من حضور وازن كتجربة ذات نكهة خاصة على المستوى الدولي. ويتميز مهرجان الرباط لسينما المؤلف، حسب المنطرش،هذا العام،بمشاركة أكثر من 12 دولة، و8 أشرطة سينمائية جديدة،ضمن " نافذة على العالم"،إضافة إلى عرض فيلم وثائقي فلسطيني بعنوان " 5 كاميرات مكسرة"،كان قد تم تتويجه في نهائيات جائزة " الأوسكار" في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعلاوة على ذلك،سوف يشهد المهرجان تنظيم مجموعة من الندوات ترتبط بالسينما والربيع العربي بين البعد التخييلي والبعد الوثائقي،وندوة عن " السينما والمدينة"، نظرا لتزامن المهرجان مع انعقاد المؤتمر الدولي لعمداء المدن بالرباط، من 1 إلى 5 أكتوبر المقبل، وندوة عن تجربة الفنان التونسي ناصر لخمير الذي يجمع بين التشكيل والسينما، ويشارك فيها الناقد السينمائي والإعلامي المغربي أحمد بوغابة بمداخلة في الموضوع. ومن المستجدات التي حملها مهرجان الرباط لسينما المؤلف، هذا العام، إستحداث جائزة النقد السينمائي،التي تكونت لجنتها التحكيمية برئاسة ريتا بوكو (ليتوانيا)، ومن أعضائها النقاد أمير أباظة (مصر)، وخليل الدامون (المغرب)، وألكسندر جويي (فرنسا). وجاء إنشاء جائزة النقد، لتنضاف إلى الجوائز الفنية الأخرى، التي دأب المهرجان على تقديمها، وهي جائزة الحسن الثاني الكبرى، والجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وجائزة السيناريو، وجائزة أفضل دور نسائي، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة الجمهور. وتتكون لجنة التحكيم من جان بيار كريف رئيسا، ورشيد مشهراوي (فلسطين) وإدريسا ديابيتي (كوت ديفوار) وباربارا لوري (فرنسا-بيلاروسيا)، ومارتين فلوران (إسبانيا) وناكرو رجينا فاتيماتا (بوركينا فاصو) وسيمون بيتون (فرنسا) وستيفان بيثكي (ألمانيا) وسلمى بركاش (المغرب)، أعضاء. ومن المقرر ضمن برنامج المهرجان،تقديم "بانوراما السينما المغربية" (المسرح الوطني محمد الخامس) من خلال عرض فيلم (زيرو) لنور الدين الخماري و(موشومة) للحسن زينون، و(الأيادي الخشنة) لمحمد العسلي و(البراق) لمحمد مفتكر، و(خويا) لكمال الماحوطي و(نساء في المرآة) لسعد الشرايبي، كما ينتظر عرض الأفلام المشاركة في المسابقة ، ومن بينها الفيلمان المغربيان (محاولة فاشلة لتعريف الحب) لحكيم بلعباس و(هم الكلاب) لهشام العسري. وإلى جانب المذيع المغربي محمد البحيري باللغة الفرنسية ، تمت الاستعانة ،بمنشطة من مصر،لتقديم حفل افتتاح المهرجان، حرصت فيه،على توجيه "رسالة حب من نيل القاهرة إلى وادي أبي رقراق". و من أقوى لحظات حفل الافتتاح، وأكثرها تأثيرا،هي تلك التي تم فيها استحضار لقطات من حياة الفنان المغربي " حميدو بنمسعود" في السينما، الذي "عانق العالمية"، وذلك من خلال شريط قصير ،حمل توقيع الناقد السينمائي والمنتج التلفزيوني عبد الإله الجوهري. و تم تكريم الممثلة المغربية نزهة رحيل ،ذات البنية الصغيرة، والتي تألقت في العديد من الأفلام السينمائية، سواء تلك التي اشتغلت فيها إلى جانب زوجها المخرج فوزي بنسعيد، أو غيره من المخرجين، مثل داوود ولاد السيد، الذي قال كلمة تقدير في حقها،منوها باستماتتها في العمل،مستدلا على ذلك بتعاونها معه، وقد سلمها الممثل محمد بسطاوي درع التكريم. وحظي المخرج والفنان التشكيلي التونسي ناصر لخمير بتكريم خاص من المهرجان،و وصفته الإعلامية المغربية فاطمة الإفريقي،خلال تقديمها له، بأنه " مزعج ومدهش وخارج عن المألوف"، مضيفة أنه ينجز فيلمه وكأنه رسام، أو راو من رواة أساطير " ألف ليلة وليلة". وسلمه وزير الشبيبة والرياضة محمد أوزين درع التكريم. وإذا كان حفل الافتتاح ليلة أمس الجمعة، قد شهد عرض فيلم " الماضي" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، الحائز على جائزة أفضل دور نسائي بمهرجان " كان السينمائي"، فإن حفل الختام يوم خامس أكتوبر المقبل سوف يتميز بتقديم فيلم " ياخيول الله" للمخرج نبيل عيوش، المتوج بالعديد من الجوائز الفنية في مهرجانات العالم.