اختتمت أول أمس السبت 29 أكتوبر الجاري فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة، وذلك بتتويج الفائزين في الدورة التي كانت قد انطلقت منذ الأربعاء الماضي. وفاز بالجائزة الكبرى للمهرجان فيلم "بين الجبال السود" لمخرجته الفرنسية فرجيني هوفمان، فيما عادت جائزة الإخراج للفيلم" أحلام نساء" لمخرجه محمد نبيل من ألمانيا، أما جائزة التحكيم فعادت لفيلم" كل ما أريد" لمخرجته الأمريكية مشال ميدنا. وعادت جائزة النقد للفيلم الجزائري " السينما الجزائرية نفس جديد" لمخرجته مونا ميدور، فيما عادت جائزة الجمهور للفيلم الأمريكي" كل ما أريد"، أما جائزة أحسن مخرج هاوي فعادت للمخرج المغربي محمد العنق عن فيلمه"عندما تنطق الورود"، كما نوهت لجن النقد بفيلمي" دورة من سياج" للمخرج البلجيكي سبستيان ويمانس، وفيلم"احلام نساء" من ألمانيا. وفي كلمة للجنة تحكيم المسابقة الرسمية، أكد عضو اللجنة المخرج الجزائري، عبد المالك العقون، نيابة عن رئيسها القطري نبيل العتيبي، أن اللجنة منحت جوائزها، بناء على عدد من المقومات السينمائية والفنية، منها الفكرة والمضمون والرسالة السينمائية. وأكد أن الأفلام الفائزة كانت لها حمولة قوية، من حيث المضمون، كما كانت متميزة من حيث الصورة والصوت، فضلا عن توظيفها للمسات إبداعية من اجل تحقيق الفرجة وإثارة المتعة البصرية للجمهور. كما شدد العقون على الاهتمام بعدد من التوصيات، من اجل أن يبقى المهرجان نافذة عالمية على الإبداع الراقي، ومحطة مهمة لرعاية الشباب والاهتمام بتقنيات السمعي البصري وتطوير الفيلم الوثائقي بشكل عام. من جانبه أكد مدير المهرجان الدكتور بوشعيب المسعودي، في كلمة بالمناسبة، على نجاح الدورة التي اعتبرها دورة الاستمرار، وعلى قمية الشركاء المهرجان وأبرزهم المركز السينمائي المغربي، والمكتب الشريف للفوسفاط، اللذين ساهما بشكل كبير في إنجاح هذه التظاهرة السينمائية الدولية، كما دعا إلى ايلاء مزيد من الاهتمام والدعم للمهرجان لأنه يشكل مرآة حقيقية تعكس وجه المدينة من الناحية الفنية والإبداعية والتواصلية. وعرج المسعودي في اختتام الدورة التي تميزت بتنظيم أمسية شعرية أحياها الشاعر إسماعيل زويريق على الأنشطة الخصبة التي برمجها المهرجان، والتي كانت مهمة وتابعها جمهور عريض، كما امتازت مناقشة الأفلام بكثير من السجال الايجابي، وهو ما خدم الفيلم الوثائقي، وشكلت تلك النقاشات فرصة للتواصل والحوار، وبعث حياة جديدة في الفيلم الوثائقي المغربي العربي في علاقته بالدولي والكوني. وتميزت الدورة بتكريم عدد من الوجوه الأجنبية والعربية، تقديرا لجهودها الكبيرة في إخصاب السينما الوثائقية، وإزهار الإبداع السينمائي بشكل عام. وحضي بدرع المهرجان في افتتاح الدورة الثالثة التي عرفت 11 دولة، كل من مديرة المركز الثقافي الايطالي بالمغرب أنا باستوري، فضلا عن سكرتير السفير الايطالي بالرباط، باعتبار، دولة ايطاليا، تحضر في المهرجان كضيف شرف الدورة، بعد سوريا وفلسطين في الدورة الأولى. كما كرم المهرجان، الذي يقام بدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط والمعهد الوطني للتهيئة والعمران والمركز الثقافي الإيطالي، رئيس قسم الإنتاج بقنا الجزيرة الوثائقية نبيل العتيبي من قطر، فضلا عن الإعلامي المغربي عبد الرزاق لحرش. وضمت لجنة التحكيم الدورة، التي ترأسها المخرج نبيل العتيبي ، والناقد المغربي سعيد يقطين والصحفية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فاطمة يهدي والمخرجة الإيطالية جيوفانا تافياني والمخرج الجزائري عبد المالك لكون، فضلا عن الناقد والجامعي يوسف آيت همو والناقد الإعلامي أحمد سجلماسي ورئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب خليل الدامون. بالإضافة إلى عدد مهم من مخرجي الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان. وشهدت الدورة تنظيم ندوة دولية حول موضوع" صورة الهجرة في الفيلم الوثائقي"،وشارك فيها نبيل العتيبي رئيس قسم الإنتاج بالجزيرة الوثائقية، والباحث المغربي احمد بوحمالية، فضلا عن الدكتور سعيد يقطين، والمخرجة الايطالية جيوفانا تافنياني، وآخرين. وشهد حفل افتتاح الدورة الثالثة، تقديم وصلات فنية موسيقية أدتها إحدى فرق عبيدات الرما بالمدينة، والفنان الملحون جمال الدين بنحدو، فضلا عن افتتاح معرض للفنون التشكيلية من توقيع الفنانة الحاجة خدوج السليماني، التي تم تكريمها خلال المهرجان. وتكريما للسينما الايطالية، تم تنظيم لقاء مفتوح مع المخرجة الايطالية جيوفانا تافياني ومديرة المركز الثقافي الايطالي بالمغرب أنا باستوري. كما تم بالمناسبة تنظيم لقاء مفتوح مع المغربي ابن مدينة وجدة محمد بلحاج مخرج بالجزيرة الوثائقية. يذكر أن الدول التي شاركت في المهرجان، هي ايطاليا بلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكيةفلسطين وتونس ومصر والجزائر، ثم البلد المنظم المغرب. وشملت فقرات برنامج هذه التظاهرة السينمائية الدولية، أنشطة خصبة منها تنظيم مسابقة لأحسن فيلم وثائقي مفتوحة في وجه المخرجين الهواة الشباب بالمدينة ونواحيها. كما تم بالمناسبة، تنظيم أمسية شعرية معرضين تشكيلين، وعرض أشرطة وثائقية بعدد من المؤسسات التعليمية، إضافة إلى عرض شريطين وثائقيين ضمن بانوراما المهرجان بساحة المجاهدين، وهما"تاريخ مقاومة .. وكفاح امرأة" للمخرج المغربي عبد العزيز العطار. و"كل ما أريد" للمخرجة الأمريكية ميشال ميدينا. وكانت فعاليات الدورة الثانية من المهرجان، قد توجت فيلم" أبو القاسم الشابي" لمخرجته التونسية هاجر بن نصر بالجائزة الكبرى، كما فازت نفس المخرجة بجائزة النقد عن نفس الفيلم الذي كرم الشاعر العربي الكبير أبو القاسم الشابي.