أسدل الستار، مساء يوم السبت الماضي، عن فعاليات الدورة ال17 من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، التي انطلقت فعالياته يوم 24 يونيو الى غاية الثاني من الشهر الجاري تحت شعار «كلنا ضد القرصنة». فيلم «سارق الضوء» (le voleur de lumière) من 76 دقيقة توج بجائزة الحسن الثاني الكبرى للمهرجان وهو من إخراج اكتان أريم كوبات. كما تم تتويج عدة أسماء وإنتاجات جاءت على الشكل التالي: جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم عربي من نصيب الفيلم المغربي «جناح الهوى» لمخرجه عبد الحي العراقي، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين الفيلم اللبناني «شتي يا دني» que vienne la pluie لمخرجه بهيج حجيج و الفيلم السوري «مطر أيلول» la pluie de septembre لمخرجه عبد اللطيف عبد الحميد. أما جائزة أحسن سيناريو فكانت من نصيب الفيلم الألماني «اجري إن استطعت» cours si tu peux لمخرجه ديبيتريك بروكمان. جائزة العربي الدغمي لأفضل ممثلة فكانت للبنانية «جوليا قصار» عن دورها في فيلم «شتي يا دني» ، ، في صنف الذكور كانت من نصيب الممثل العراقي طارق هاشم عن دوره في الفيلم العراقي «المغني» لمخرجه قاسم حول، أما تنويه لجنة التحكيم فكان من نصيب الفيلم العراقي «المغني» لمخرجه قاسم حول. يذكر أن لجنة التحكيم السينمائي ترأسها المخرج والمنتج التونسي رضى باهي، أما الأعضاء فهم: السينمائية الكندية دانيال سويسا والفنانة سناء موزيان والأديب جمال الدين الدخيسي والمنتجة نفيسة السباعي والسينمائي الإيراني عباس بختياري والفنانة المصرية لبلبة والمؤلف الموسيقي الشيلي خورخي أرياكادا ومديرة مهرجان فرنسا إلينا خيمينيز. مهرجان الرباط الدولي كانت له جوائز أخرى تمثلت في جائزة الصحافة والتي أعلن عن أعضائها غداة إعلان نتيجة اللجنة وهم أحمد السيجلماسي، محمد المالكي، محمد الخيتر، هشام البومسهولي ومحمد عادل السمار، حيث كانت جائزتها من نصيب الفيلم اللبناني «شتي يا دني». أما الجائزة الثانية فهي جائزة لجنة النقد والتي تكونت من الناقد أحمد الفتوح، أيت المختار عمر، م عامر، سعيد المزواري، فاصل الغوالي أ.بوغبة وابراهيم الزرقاني، فكانت من نصيب الفيلم المصري «ح اوي» (عربي) والفيلم الألماني«اجري إن استطعت» cours si tu peux (دولي) . أما مفاجأة المهرجان لهذه السنة فكانت إحداث جائزة الجمهور النشء، والذي تكون من تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية والتي شاركت في الورشات التكوينية طيلة أيام المهرجان فعادت ل فيلم «جناح الهوى» (عربي) والفيلم الفرنسي «أسامي الناس» le nom des gens (دولي) لمخرجه ميشيل لوكير. وفي اختتام فعاليات المهرجان تم عرض فيلم «اختيار لونا» للمخرجة البوسنية جزميلا زبانيك. وبخصوص كلمته بداية حفل الاختتام أشار رئيس المهرجان السيد عبد الحق منطرش إلى أن هاته الدورة لها خصوصياتها ومميزاتها من حيث العروض المقدمة وتوافد الجمهور عليها مما أكسب المهرجان صبغته المميزة في إغناء قاعدة المهرجانات السينمائية المغربية وإثراء الساحة الفنية وكل المتدخلين فيه باعتباره مشروعا ثقافيا عالمي بامتياز يشرف الرباط والمغرب عموما. يذكر أن برنامج هذه الدورة الذي احتضنتها أروقة قاعة الفن السابع والمسرح الوطني محمد الخامس والمركز الثقافي أكدال وسينما النهضة وفضاءات أخرى عرف تنوعا وغنى على المستوى الفني والإبداعي والبيداغوجي، حيث خصص تكريما خاصا لمجلة «دفاتر سينمائية»، نظرا لتزامن هذه الدورة مع الذكرى الخمسينية لصدورها، وتكريم الممثلة المغربية القديرة ثريا جبران، والممثلة المصرية ليلى علوي إضافة لتكريم خاص بالسينما السورية. مهرجان الرباط عرف إدراج أصناف من الأفلام القصيرة وسينما الهجرة والأفلام الوثائقية، إضافة إلى تنظيم ندوة حول موضوع «السينما والرواية» بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب وتزامنا مع مئوية الكاتب المصري نجيب محفوظ وعرض الفيلم الوثائقي «نجيب محفوظ، ضمير عصره» لمخرجه المصري هاشم نحاس، إضافة الى اجتماع لمديري المهرجانات العربية. كما تضمن برنامج المهرجان تنظيم ورشات تكوينية في السيناريو وإدارة الممثل والتحليل الفيلمي لفائدة الطلبة والمهتمين من تأطير ومشاركة دانييل سويسا،جون بيير رونسان، كلاديس مارسيانو سيرسو والأستاذ الجامعي يوسف أيت همو. أفلام، ندوات وورشات ساهمت الى حد كبير في انتعاشة حقيقية للدلالة السينمائية في بعدها الجمالي وقيمتها الكونية حيث فنية اختيار الأفلام ومهنية القائمين عليها جعلت من مهرجان الرباط محجا للمؤلف بإبداعاته الفنية السبعة وفي كونية السحر الجمالي العالمي لمفهوم السينما الجادة.