اختتمت مساء أمس السبت فعاليات مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف في نسخته 17 التي انطلقت في 24 يونيو الماضي، بتتويج فيلم "سارق الضوء" للمخرج آكتان أرمم كوبات (كيرخستان) بجائزة الحسن الثاني الكبرى لأفضل فيلم دولي. ويحكي الفيلم قصة رجل يقطن في قرية نائية وسط جبال كيرغيستان يعمل على إصلاح خطوط الكهرباء، يراوده حلم بناء مولدات الكهرباء بمحركات الرياح لتوفير الإنارة للقرية، لكنه يصطدم بقوة وفساد بعض رجال الأعمال. وفاز فيلم "جناح الهوى" للمخرج المغربي عبد الحي العراقي بجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم عربي مشارك في المسابقة الرسمية، وعادت الجائزة الخاصة للجنة التحكيم لفيلمي "مطر أيلول" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد و"شتي يا دنيي" للمخرج بهيج حجيج. أما جائزة العربي الدغمي لأفضل ممثلة، فحازت عليها الممثلة اللبنانية جوليا قصار، في حين فاز الممثل العراقي مجد عبد الجبار بجائزة العربي الدغمي لأفضل ممثل. وقد خصت لجنة التحكيم فيلمي "المغني" للمخرج قاسم حول "مطر أيلول" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد بتنويه خاص. وفي كلمة بهذه المناسبة، قال السيد عبد الحق المنطرش رئيس مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، إن الجمهور عاش لأزيد من أسبوع على إيقاع الصور ومتعة اللقطة وقوة الأداء واكتشاف العوالم الممكنة التي تتيحها السينما بتقنياتها المختلفة. وأضاف السيد المنطرش، أن المغرب عرف بالأمس حدثا كبيرا بكل المقاييس، وهو دخول المغرب مرحلة جديدة من حياته السياسية وذلك بتصويت المغاربة على دستور جديد يكرس الممارسة الديموقراطية الحقة، ويعيد الاعتبار لأول مرة على المستوى الدستوري للفعل الثقافي وحرية الإبداع والتعبير. وأبرز أن الجمهور عاش لحظات قوية بمناسبة تكريم الفنانة المغربية الكبيرة ثريا جبران، والفنانة العربية ليلى علوي، وكذا الاحتفاء بعدد من التجارب السينمائية العربية، كالسينما السورية، حيث تم التوقيع على اتفاقية بين مهرجان الرباط ومهرجان دمشق من أجل التعاون وتبادل الخبرات. كما كانت ندوة رؤساء ومديري المهرجانات العربية، فرصة لمناقشة قضايا إنتاج وتوزيع الفيلم العربي بالإضافة إلى ندوة نجيب محفوظ بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب، تم خلالها مقاربة إسهامات أعمال هذا الكاتب الكبير في السينما العربية. ونوه السيد المنطرش بعدد من الأفلام التي عرضت خلال هذه الدورة والتي طرحت قضايا متعددة كالقضية الفلسطينية، وقضايا تجاذب المجتمع العربي بين أصالة القيم، وآفاق الحداثة. وأشار إلى أن مبادرة التحسيس بخطورة ظاهرة قرصنة الأشرطة السينمائية التي تعتبر فيروسا ينخر جهود الإنتاج السينمائي المغربي، حققت نجاحا بالنظر إلى التجاوب الذي عرفه الفضاء الذي يحتضن هذه المبادرة من قبل المهتمين بالفن السابع والجمهور عامة. وأوضح أن جمعية مهرجان الرباط تأخذ على عاتقها انطلاقا من هذه الدورة محاربة ظاهرة القرصنة وكل الظواهر التي تعيق الإنتاج السينمائي العربي، وذلك بتنسيق مع وزارة الاتصال. ودعا السيد المنطرش، إلى إنشاء بنيات تحتية للفضاء السينمائي بالعاصمة من أجل الاستجابة لتطلعات جمهور الرباط، وذلك عبر توفير الشروط الضرورية للفرجة السينمائية في العديد من القاعات. وقد كان جمهور الرباط طيلة أيام المهرجان على موعد مع العديد من الأفلام العربية والدولية، فضلا على تنظيم عدة أنشطة ثقافية وفنية كتنظيم ورشات في كتابة السيناريو والتحليل النقدي والإخراج. يشار إلى أن لجنة التحكيم التي بثت في هذه الجوائز تتكون من تسعة فنانين، هم السينمائي التونسي رضا الباهي رئيس اللجنة، والموسيقي الشيلي خورخي أرياكادا والممثلة المصرية لبلبة والسيناريست الكندية دانييل سويسا والسيناريست الإيراني عباس باختياري وإيلينا خيمينيز مديرة مهرجان سينمائي في فرنسا. كما ضمت اللجنة من المغرب الممثلة سناء موزيان والمنتجة نفيسة السباعي والمخرج المسرحي جمال الدين الدخيسي. وقد تبارى في المسابقة الرسمية لهذه الدورة 19 شريطا يمثلون مختلف البلدان بالعالم العربي وأوروبا وأمريكا وآسيا، للفوز بجائزة الحسن الثاني الكبرى. وتميز برنامج هذه الدورة التي احتضن فقراتها قاعة الفن السابع والمسرح الوطني محمد الخامس والمركز الثقافي أكدال وسينما النهضة وفضاءات أخرى، بغناه وتنوعه.