تم اليوم الإثنين، تدشين المرحلة الأولى من مطار إسطنبول الدولي الجديد، الذي سيصبح بعد استكمال مراحله الأربع أكبر مطار في العالم. ويتزامن تدشين مطار إسطنبول، الذي افتتحه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مراسم رسمية وبحضور شخصيات تركية وعالمية بارزة، مع الذكرى ال95 لتأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر من سنة 1923. وسيتم افتتاح المطار تدريجيا على أربع مراحل، على أن تكتمل عام 2023، ولينال بذلك لقب أكبر مطار حول العالم. وستستوعب هذه المنشأة، التي يجري تشييدها على مساحة 76,5 مليون متر مربع، مع اكتمال إنشائها، 200 مليون مسافر سنويا، فيما تبلغ مساحة المبنى الرئيسي للمطار مليونا و300 ألف متر مربع. وبلغت استثمارات المرحلة الأولى من المطار ستة ملايير أورو، ومن المنتظر أن تقدم خدمات ل90 مليون مسافر سنويا. ومن المنتظر أن يضم المطار ستة مدرجات مستقلة، وتصل قدرته الاستيعابية ل500 طائرة في آن واحد. كما سيضم مرآبا مفتوحا وآخر مغلقا للسيارات، بسعة 70 ألف سيارة. ومن المتوقع إقلاع خمس رحلات وهبوط مثلها في اليوم الأول من افتتاح المرحلة الأولى من المطار. وفي هذا السياق، أعلنت الخطوط الجوية التركية أن وجهة الرحلات الداخلية، في 31 أكتوبر الجاري، ستكون إلى ولايات أنقرة وإزمير وأنطاليا، فيما ستكون وجهة الرحلات الدولية نحو جمهورية قبرص الشمالية التركية، في 1 نونبر المقبل، وإلى أذربيجان، في الثامن من الشهر نفسه. وتعتزم سلطات المطار إتمام أعمال النقل من مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول إلى المطار الجديد، بحلول نهاية العام الجاري، لتتمكن بعدها ألفا طائرة من الإقلاع والهبوط يوميا. وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي من مطار إسطنبول الجديد نحو أكثر من 350 وجهة في أرجاء العالم. وتضم فرق تصميم المطار أكثر من 250 معماريا تركيا وأجنبيا مختصين في مجالات مختلفة، إضافة إلى ما يزيد عن 500 مهندس. واستوحى مصممو سقف المبنى تصميمهم من المعماري العثماني الشهير سنان آغا (1489-1588). والبرج مستوحى من الثقافة الإسلامية والتركية، ومن شكل زهرة توليب التي تشتهر بها إسطنبول، وسيكون من معالم المدينة البارزة التي يمكن للمسافرين جوا رؤيتها. وعقب افتتاحه، سيمهد مطار إسطنبول الجديد الطريق أمام الاقتصاد التركي لإحداث طفرة نوعية، إذ من المتوقع أن تبلغ حصة المطار 4,9 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي التركي، بحلول 2025. وعقب دخوله الخدمة، يتوقع أن تدفع الشركة المشغلة للمطار إلى الدولة التركية 1,1 مليار أورو سنويا، لمدة 25 عاما. وسيرتبط المطار بمركز مدينة إسطنبول بواسطة شبكة حديثة ومتطورة من مترو الأنفاق يتواصل العمل حاليا على إنشائها. وتم تحديد معايير عالمية جديدة لشركة سيارات الأجرة، التي تم التعاقد معها من أجل المطار. وجرى الإعلان عن تخفيض أجرة وسائل المواصلات العامة ما بين إسطنبول والمطار، بنسبة 50 بالمائة. وفي ما يخص منظومة تكنولوجيا المعلومات، تم تشكيل شركة مساهمة مختصة بالبنية التحتية وخدمات البرمجة الإلكترونية في المطار، يعمل فيها حوالي 780 مهندسا تركيا. وسيضم المطار أحدث أنظمة الأمن والحماية، فضلا عن رادارات أرضية لأول مرة، بحيث لا تكاد تخلو نقطة أو زاوية من كاميرات مراقبة تم تركيبها وفق أحدث الأنظمة العالمية، ويبلغ عددها في كل من مبنى المطار ومرآب السيارات تسعة آلاف كاميرا مراقبة ذكية. وحاليا، تضم إسطنبول مطارين، هما مطار "أتاتورك" في الشطر الأوروبي من المدينة، و"صبيحة غوكجن" في الشطر الآسيوي.