بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي يعم غضب عارم في مخيمات تيندوف من قيادة البوليساريو، بعد نشر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المزمع تقديمه في اجتماع مجلس الأمن نهاية شهر أكتوبر الجاري. سكان تيندوف فاجأهم ما جاء في التقرير من أن قيادة البوليساريو التزمت بالانسحاب من الكركرات ومن المنطقة العازلة، وعدم القيام بأية منشأة إدارية أو عسكرية أو أي نشاط بهذه المنطقة.. غضب السكان وحنقهم من قيادة البوليسايو نابع مما سوقته لهم هذه القيادة من أن هناك «منطقة محررة» ستستغلها هذه القيادة، وتنقل إليها بعض منشآتها، وأن ما اعتبر انسحابا من الكركرات ليس سوى «إعادة انتشار» ليس إلا، وأن الشرعية الدولية إلى جانب البوليساريو..غير أن سكان مخيمات تيندوف سيتلقون صدمة بعدما أفصح تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الحقيقة من أن إبراهيم غالي تعهد بالانسحاب من الكركرات وعدم نقل أي نشاط للبوليساريو إلى تيفاريتي أو البير لحلو أو غيرها.. وكانت قيادة البوليساريو قد خرقت وقف إطلاق النار وهي تحرك بعض عناصرها العسكرية إلى نقطة الكركرات في الحدود المغربية الموريتانية، كما بدأت تحرك معداتها لإنشاء بنايات كانت تزعم بأنها ستكون منشآت إدارية وعسكرية في ما كانت تروج له من أنها منطقة محررة. كما أن عناصر مما يسمى جيش البوليساريو كانت تقوم بين الفينة والأخرى بعرقلة الحركة التجارية في معبر الكركرات، وهددت بمنع سباق باريسدكار من المرور من المنطقة. غير المملكة المغربية كانت حازمة وأخبرت الأممالمتحدة بهذا الخرق السافر لوقف إطلاق النار، وبالتحركات التي تقوم بها جبهة البوليساريو، وبأن للمغرب القوة الكافية للتدخل عسكريا وردع البوليساريو ومن يوجد خلفهم. طبعا مجلس الأمن تدخل وأصدر قرارا في الموضوع، حاولت قيادة البوليساريو الالتفاف عليه، لكن في سبيل الترويج الداخلي وتخدير سكان مخيمات تيندوف لا غير. كذبة «المنطقة المحررة»، ليست سوى واحدة من حزمة الكذب وبيع الوهم الذي تقدمه قيادة البوليساريو والمخابرات الجزائرية لسكان مخيمات تيندوف. هذا أمر لم يعد ينطلي على الناس، بعدما ظهر تبرم واضح وجلي ضد قيادة البورليساريو من طرف شبان يئسوا من كذب البوليساريو، أو من طرف قياديين تيقنوا من أن هذه القيادة ليست سوى مجرد موظفين عند حكام الجزائر. أما الكذبة الكبرى التي يجب على من بقي في مخيمات تيندوف الوعي بها، فهي كذبة دولة مستقلة. لقد تيقن المنتظم الدولي في مجمله بأن تلك الكذبة انتهى زمنها مع الحرب الباردة، ولم يعد لها من قبول في عالم اليوم. كما أن كذبة خلق دويلة في جنوب المغرب لا يمكن القبول بها دوليا لأن في الأمر خطورة كبيرة على المنطقة برمتها. كما أنه، وهذا هو الأساسي، المغرب والمغاربة لن يسمحوا إطلاقا بالتفريط في أي شبر من أراضيهم، ولن توجد هناك أي قوة بإمكانها فرض تجزيء المغرب وتقطيع أوصاله مهما كان الثمن. أما ما يعرفه الناس، ويجب أن يتأكد منه من تبقى في مخيمات تيندوف بالجنوبالجزائري، هو أن جزء كبيرا ومهما من أبناء الصحراء المغربية، يعيشون اليوم في بلدهم ويمارسون حياتهم بكرامة، ويساهمون في تنمية جهاتهم وبلدهم. وليس على الجزء المتبقي الآن في مخيمات تيندوف سوى العودة إلى بلدهم، والجهر برغبتهم في العودة ووضع المنتظم الدولي أمام مسؤولياته لفك احتجازهم بمخيمات لحمادة.