يحتضن رواق الراحل الطيب الصديقي بدار الصويري من 13 الى 20 أكتوبر الجاري عرض جديد أعمال الفنانة التشكيلية لبابة لعلج بمبادرة من جمعية الصويرة موكادور ، تحت شعار " بزوغ غرائبي " . وسيتم تنظيم لقاء فكري وإعلامي حول تجربتها العجائبية ذات الخصوصية الأسلوبية المنفردة بمشاركة صفوة من الباحثين و النقاد الجماليين. وتقدم لنا تجربة الفنانة لبابة لعلج الفنية مساحة شاسعة للتأمل والتفكير، لأنها تنجز أعمالا فنية يتشابك فيها الذاتي والجمالي، انطلاقا من مرجعية غنية وثرية ، تلتقط عناصرها الأساسية من مسار حياتي يومي غني وعميق، لا تقصيه الفنانة لبابة ولا تبعده، بل تستحضره، وتتركه يندس بشكل جمالي في لوحاتها الفنية التي تستهوي بالتتبع والاعجاب والانبهار... واختارت لبابة لعلج الاشتغال على الهامش الذي يؤسس لمركز حقيقي، وإن كان ذلك يتطلب مجهودات جبارة ومستمرة. مشروع هذه الفنانة الموهوبة، مشروع حداثي منفتح على تجارب متعددة يروم الرقي بالفن الى مستويات العالمية، فهي لا تسابق الى تنظيم معارض هنا وهناك، مخافة تكرار ذاتها وفنها من خلال المشاركة في الملتقيات الفنية الجماعية المغربية والدولية ... ولأنها تؤمن أن كل ذلك يسبح في برك فنية لا تفيد الفنان في أي شيء، لذلك جاءت معارضها نقلات نوعية في مسارها المتنوع والمتجدد ببصمات فنية خاصة بها تميزها وتتفرد بها . هل من الممكن أن ننسى مشاركتها الأخيرة المتميزة بملتقى القصبة الدولي بإسبانيا، حيث ساهمت بكل احترافية فنية في الورشة الفنية بساحة غابرييل ميرو ؟، وعرضت منجزها في اطار المعرض الجماعي برواق لوسبوزوس دو كاريغوس، والتي لقيت لوحاتها اهتماما كبيرا من قبل النقاد الجماليون. كما أشادوا بتجربتها الفنية المتميزة التي تنطوي على مياه جوفية فنية لذيذة وعميقة، ولا حظوا أيضا قوتها على ترويض المادة الصباغية من أجل انجاز أعمال ابداعية فنية في غاية الجمال والروعة . الفنانة لبابة لعلج ترى أن الإبداع في الفن يكمن حينما يتمكن الفنان من التعبير عن رؤيته الخاصة لموضوعه، فيعكس فيها تجربته الخاصة وخياله و أسلوبه لينصهر ذلك كله في عمله الإبداعي، باعتبار أن المادة .. والشكل.. والتعبير، يعتمد كل منهم على الآخر. فليس لواحد منها وجود بمعزل عن الآخر، فاختيار الشكل للموضوع لا يأتي إلا من خلال التعبير، ولا يمكن أن يأتي التعبير بعيدا عن الشكل والموضوع او الفكرة المنطوية تحته. وهنا يكمن سر الإبداع الذي لا يمكن تفسيره كما لا يمكن تحديد مفهومه الفني، كما أن الإبداعي غير قابل للتكرار، لأن الفنان عندما يشرع في الرسم وتنفيذ العمل إنما يكون في واقع الأمر مسلحا بخبراته السابقة في الملاحظة والرؤية ومشحونا بالانفعال. وفى نفس الوقت مستحضرا جميع خبراته السابقة من المواد والأشكال، إنها لحظة التي تكون كل العمليات الفنية ماثلة في ذهنه، فنراه على الدوام يغير في الإشكال والألوان وفق منظور التعبير و الإحساس والانفعالات . من هنا نقف عند مميزات ما تقدمه الفنانة لبابة لعلج من زخم في الصورة ، المشهد ، التمثل ، الزمن والمادة ....