بعد حوالي سنتين على إطلاقها، من الصعب الحكم على أداء الأبناك التشاركية، في ظل عدم استكمال باقي المنتجات التي تدخل في صميم اختصاصات هذه الأبناك. كانت تلك خلاصة جل المتدخلين خلال ندوة «إفطار الإنجازات» التي دأبت على تنظيمها يومية «أوجوردوي لوماروك» الفرنكفونية. وحضر لقاء يوم الجمعة الماضي، مسؤولو أبناك تشاركية، فاعلة في السوق المغربية، ك«أمنية بنك» التابعة للقرض العقاري والسياحي، وبنك الإنماء والتمويل التابع لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا، ثم البنك الأخضر التابعة لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب. و لحدود الساعة، لاتقدم البنوك التشاركية، إلا منتوج المرابحة، أي القروض التي تمنحها البنوك التشاركية، لاقتناء سكن أو سيارة، فيما لم يفرج المجلس العلمي الأعلي عن باقي المنتوجات الأخرى، من قبيل المشاركة، وقبل ذلك منتوج «تكافل» للتأمين على القروض. وحسب الإحصائيات التي أفرج عنها بنك المغرب، فإنه مع متم شهر يوليوز من العام الحالي، تم فتح ما يزيد عن 50 ألف حساب بنكي تشاركي في مختلف المؤسسات و أن جاري تمويلات البنوك التشاركية قدر بحوالي 2,4 مليار درهم بالنسبة للعقار و200 مليون درهم بالنسبة لاقتناء السيارات. وتبقىالأبناك التشاركية موضوع الساعة، يقول سعد بن منصور،مدير نشر ورئيس تحرير يومية "أوجوردوي لوماروك»، مضيفا خلال افتتاح اللقاء يوم الجمعة الماضي، بأن هذه المنتجات حملت إجابات على احتياجات وانتظارات فئات كانت تنتظر منذ سنوات، دخول الأبناك التشاركية إلا المشهد البنكي المغربي. و أجمع المتدخلون خلال الندوة على كون الأبناك التشاركية عرفت وتيرة ودينامية متسارعة مهمة منذ انطلاقتها،وذلك بالنظر إلى الإقبال الذي شهده هذا القطاع من قبل فئة مهمة من المجتمع المغربي. واعتبر المتدخلون أن المالية التشاركية شهدت نقاشات كبيرة بين مختلف الفاعلين فيها، وتم تكوين لجن تقنية مشتركة بين مختلف الأبناك للوقوف على مختلف جوانب المالية الإسلامية بمعية باقي الأطراف من منعشين عقاريين ومسؤولي قطاع التأمين وكذا الموثقين وكل المتدخلين في العملية. وفي هذا السياق،قال محمد عصامي،مدير الإدارة الجماعية لأمنية بنك، على أن الأبناك التشاركية ساهمت منذ ولوجها إلى عالم السوق المالية في المغرب في خلق صناعة جديدة. واعتبر عصامي أن هذه الأبناك استفادت من التجربة والخبرة التي راكمتها الأبناك الأم ذلك من خلال عملية التكوينات عبر خلقها لموارد بشرية جديدة وتكوينها لأزيد من 500 شخص خلال السنتين الماضيتين هذا إلى جانب كون هذه الأبناك ضخت في السوق الوطنية رساميل أجنبية مهمة بلغت ما بين 60 و 80 مليون دولار. ومن جانبه قال فؤاد حراز،مدير عام الأخضر بنك،على أن المغرب يعد استثناء في عملية إطلاق الأبناك التشاركية.ذلك يقول،حراز،لكون السلطات المالية والدينية المشرفة على القطاع رخصت دفعة واحد لثماني مؤسسات مالية لتقديم الخدمات المالية التشاركية،يتعلق الأمر بخمسة أبناك وثلاثة نوافذ بنيكة. و أبرز حراز أن البنك الأخضر يقدم مجموعة من الخدمات البنكية للزبناء كل حسب احتياجاته في انتظار استكمال باقي المنتجات من أجل مواكبة الفلاحين في مختلف مشاريعهم،كمنتجات"سلام" و"المغارسة" وغيرهما. محمد معروف،مدير عام بنك الإنماء والتمويل "بي تي بنك" أوضح أن المالية التشاركية في المغرب تحتاج إلى عمق ولازالت منقوصة من باقي المنتجات والتي ينتظر أن يتم الحسم فيها .ورغم ذلك،فأكد معروف أن منتوج الإجارة الخاصة بالعقار والسيارات تشهد تم وإلى اليوم فتح ما يزيد عن 50 ألف حساب بنكي تشاركي في مختلف المؤسسات و أن جاري تمويلات البنوك التشاركية قدر في متم يوليوز 2018 بحوالي 2,4 مليار درهم بالنسبة للعقار و200 مليون درهم بالنسبة لاقتناء السيارات، وهو ما يوازي 2,6 مليار درهم.