في وقت اعتقد الكثيرون، أن دعوة الاولترات للتضامن مع ضحايا الهجرة السرية، تزامنا مع مباراة المغرب التطواني والكوكب المراكشي، ستنتهي كما بدأت بانضباط، رغم ما اعتراها من تجاوزات، من قبيل تسفيه النشيد الوطني، وحمل أعلام أجنبية والإشادة بها، إلا أن ما حدث في أعقاب ذلك، لا يعكس "الحضارة" التي ادعاها المحتجون في شعاراتهم. نهاية المباراة كانت بداية بالنسبة للعديد من المحسوبين على اولترات الفريق وغيرهم، للفوضى وإثارة الشغب والتخريب، بحيث بادروا على طول الطريق لتخريب الأغراس ورمي الحواجز الحديدية وسط الطرقات، قبل أن يعمدوا لاعتراض سبيل السيارات، والصعود فوقها وارهاب راكبيها، غير مبالين بما يقومون به، وهو ما تمت معاينته في حينه من طرف الموقع. وازدادت الأمور خطورة مع الوصول لوسط المدينة، حينما تحول التضامن مع "حياة" مناسبة للتخريب، فلم تنجوا المحابق الكبيرة المنتشرة على جنبات الشوارع، وورودها من التخريب ورميها وسط الطريق. بهدف قطعها في وجه السيارات، التي تعرض بعض سائقيها وركابها لاعتداءات، من طرف شباب يرتدون اقمصة "الحداد" السوداء، والحاملين للأعلام الاسبانية بين أيديهم، وهم يهللون "بيبا اسبانيا". المصالح الامنية التي انزلت قواتها، حاولت السيطرة على الوضع بهدوء، دونما الدخول في مواجهات مع الشبان المخربين لتلك الممتلكات العامة، والذين لم تعد مسيرتهم لا تضامنية ولا حدادا، بل تحولت لشيء آخر، خاصة في غياب من يؤطرها أو يضبطها، مما خلق جوا من الرعب والخوف في صفوف المواطنين، الذين استنكر غالبيتهم تلك الاحداث، واعتبروها بعيدة كل البعد عن مسيرات التضامن الحقيقية.