أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن المغرب جعل علاقاته مع القارة الإفريقية من أولى أولويات سياسته الخارجية، في إطار رؤية إستراتيجية مندمجة واستباقية، يحمل لواءها جلالة الملك حفظه الله. وانطلاقا من انتمائه الإفريقي المتجذر والروابط التاريخية والإنسانية العريقة التي تجمعه مع الدول الإفريقية، يوضح رئيس الحكومة في الكلمة التي ألقاها بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، «حرص جلالة الملك على اقتراح تصور إفريقي لكل إشكالية تطرح على مستوى الأجندة الدولية، من أجل المساهمة في دعم الجهود الإفريقية والدولية لكسب رهانات السلم والتنمية، والحكامة الجيدة». كما أنه وبصفته عضوا في مجلس السلم والأمن الإفريقي، يضيف رئيس الحكومة، فإن "المغرب عازم على الاضطلاع بمسؤوليته في حشد الجهود من أجل الحفاظ على الأمن والسلم وتعزيز الاستقرار بالقارة الإفريقية، بما يدعم جهود الأممالمتحدة في هدا الإطار". إلى ذلك، وبسبب المخاطر التي تحذق بمنطقة الشرق الأوسط، قال رئيس الحكومة إن الوضع يتطلب إيجاد حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع في المنطقة وأساس أمنها واستقرارها، مشيدا بالدور الذي يلعبه جلالة الملك، بصفته رئيس لجنة القدس الشريف. فمن هذا المنطلق، "تدعو المملكة المغربية"، يشدد رئيس الحكومة، على "تركيز الجهود على إعادة إطلاق العملية السياسية، استنادا إلى المرجعيات الدولية والثنائية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، على كامل أراضيه الوطنية، وعاصمتها القدس الشريف"، إذ أن المغرب، يؤكد الدكتور العثماني، يرفض أي مساس بالوضع التاريخي والقانوني والسياسي للمدينة، ويدعو إلى جهد عالمي يحفظ وضعها، ويحميه من كل الإجراءات التي تستهدفه.