"مرحبا أنا مومو... أعرف كل شيء عنك. هل تود تكملة اللعبة معي؟ إذا لم تلتزم بتعليماتي سأجعلك تختفي عن الكوكب دون أن تترك أثراً". هكذا يبدأ "التحدي الفيروسي" مع فتاة ذات عيون منتفخة واسعة بلا جفون وشعر أسود، وهي مستوحاة من عمل فنان الدمى اليابانية ميدوري هاياشي. تُطل "مومو" على الأطفال والمراهقين عبر "فيسبوك" وفي الغالب عبر "واتساب". التحدي دفع شابا في الهند إلى الانتحار، وشخصين في كولومبيا يتراوح عمرهما بين 12 و16 عاما، كما تحقق السلطات الأرجنتينية الآن في حالة انتحار لطفلة بعمر 12 عاما، مُرجح أنها أقدمت على ذلك بطلب من من "مومو". ووفق ما ذكرت وحدة التحقيق بالجرائم الإلكترونية بالمكسيك التي بدأت منها اللعبة، فإن "اللعبة الانتحارية" انطلقت من "فيسبوك"، بعد أن تحدى شخص مجهول أعضاء إحدى المجموعات بالتواصل مع رقم غريب على "واتساب". بعدها تكاثرت الأرقام، وأغلبها من اليابان، وتم تداولها بشكل "فيروسي". وقد أكد رودريغو نيجم، من منظمة Safernet البرازيلية، أن اللعبة هي "طُعم" يستخدمه مجرمون لسرقة بيانات الناس على الإنترنت وابتزازهم بها. وبعد الموافقة على بدء اللعبة عبر "واتساب"، يتلقى الطفل على الفور إجابة من "مومو"، كما يمكنه أن ينتظر لأيام، تستعمل "الفتاة المرعبة" صورتها وتُحدث الضحية باللغة التي يفهمها. من الشروط التي تفرضها "مومو" على مستخدميها عدم تكرار الإجابة ذاتها وعدم الإجابة على سؤال طُرح من قبل. أما في حالة عدم الالتزام بهذه الشروط، فيتم تهديده بإخفائه عن كوكب الأرض. بمجرد الضغط على صورتها وبدء الحديث معها، تخترق "مومو" هواتف الأطفال والمراهقين. وهكذا تطلع على كل الصور ومقاطع الفيديو وأرقام التواصل التي تجمعها من ملفاتهم الخاصة. فتوهمهم بأنها تعرف كل شيء يخصهم بالتفصيل الدقيق، وتبتزهم لتلبية أوامرها وإلا تُلقي تعويذة شريرة عليهم إذا لم يلتزمو بتعليماتها، كما تهددهم بأن "تخفيهم من الوجود". اللعبة تتبع نفس أسلوب "لعبة الحوت الأزرق"، لكنها ليست تطبيقا يتم تنزيله. يُذكر أن الجهات الأمنية المسؤولة عن محاربة الجرائم الالكترونية حول العالم تعمل على تحذير الآباء لحماية أطفالهم من الخطر الذي تشكله هذه اللعبة على حياتهم. كما حذرت كلٌ من الإمارات وإسبانيا ودول تمت مشاركة اللعبة فيها، كالأرجنتين والولايات المتحدة، من هذه اللعبة الخطيرة. وقد نصحت منصة "كليك سايف" برفض الاجابات الصادرة من هذه اللعبة، ومسح جميع الرسائل الصادرة عنها، بالإضافة إلى التكلم مع الأطفال بصورة مبسطة عن محتوى هذه الرسائل لكي يتجنب الأطفال إرسال هذه الرسائل إلى أصدقائهم ومعارفهم. أما معالجة خوف الأطفال فتكون بأن يتعامل الوالدان مع الأمر بصورة جدية وعدم إهماله، حسب المنصة نفسها، التي نصحت أيضا بالتوضيح للأطفال أن عدم الاستجابة لطلبات "مومو" لن يُحدث لهم أي مكروه.