أكد خوسي مانويل سيرفيرا مدير " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " أن المغرب سيشهد في غضون العشرين سنة القادمة تحولات عميقة وشاملة بفضل الإصلاحات الاقتصادية والثقافية والتشريعية " المهمة جدا " التي يجري تنفيذها حاليا . وقال مانويل سيرفيرا في حوار أجراه مع البوابة الإلكترونية ( دياريو دي سيفييا ) الثلاثاء " أنا متأكد من أنه خلال العشرين سنة المقبلة لن يتم التعرف في الاتجاه الإيجابي على المغرب في العديد من النواحي ". وأوضح أن المغرب انخرط في مسلسل عميق من التحولات الاقتصادية والثقافية المهمة " التي يجب أخذها بعين الاعتبار " كما يتضح ذلك من خلال قرب تدشين مشروع خط القطار فائق السرعة الذي يربط بين طنجة والدار البيضاء . ويشكل هذا المسلسل الإصلاحي الكبير والمتعدد الأوجه والجوانب الذي يعيشه المغرب برأي مدير مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " إشارة قوية على التقدم والتطور الذي تشهده المملكة " . وفيما يتعلق بعمل المغرب داخل هذه المؤسسة التي تعمل من أجل تكريس قيم السلام والتعايش والتفاهم بين مختلف الشعوب والثقافات بحوض البحر الأبيض المتوسط أكد مانويل سيرفيرا أن الهدف الرئيسي للمملكة هو المساهمة في جعل منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط " فضاء للتقدم والاستقرار" مشيرا إلى أنه " هو نفس الهدف الذي تتقاسمه إسبانيا ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " . وقال إن الهدف الثاني الذي يسعى المغرب إلى تحقيقه داخل المؤسسة يتمثل في " فهم ومعرفة أفضل لواقع البلاد " مؤكدا على أن المملكة لديها " وضعية خاصة يجب على أوربا وإسبانيا أن تتفهمها وتدركها " . وأضاف أن " في المغرب هناك مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الذين ينتمون لدول إفريقيا جنوب الصحراء " مذكرا بأن المملكة المغربية ليست فقط بلد عبور ولكن أيضا بلد استقبال وإقامة لهؤلاء المهاجرين . وعلى صعيد آخر توقف مدير " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " عند العلاقة التي تربط بين المملكة المغربية وجهة الأندلس مؤكدا أن المغرب هو الشريك الاقتصادي الثاني لهذه المنطقة الإسبانية بعد بلدان الاتحاد الأوربي كما أن التبادل التجاري بين الجانبين يشهد سنويا تقدما ملحوظا . وقال إن العديد من المقاولات والشركات الأندلسية استقرت في المغرب في نفس الوقت الذي تستقر فيه شركات ومقاولات مغربية بجهة الأندلس مشيرا إلى أن هذه الحركية الاقتصادية والتجارية يواكبها " تبادل إنساني جد مهم لأننا في الواقع نتحدث دائما عن الهجرة غير الشرعية وننسى هذا الجانب المهم". يشار إلى أن " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " التي تأسست عام 1998 تعد منتدى يرتكز على مبادئ وقيم السلام والتسامح والحوار ويتمثل الهدف الرئيسي من إحداثها في دعم تعزيز التقارب والحوار بين الشعوب والثقافات بحوض البحر الأبيض المتوسط . كما تعتبر هذه المؤسسة التي جاء تأسيسها بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المحلية لجهة الأندلس واحدة من أكثر المنظمات والهيئات نشاطا وفعالية بالفضاء الأورومتوسطي . وتشكل " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " آلية وأداة لدعم وتعزيز ثقافة السلام وإشعاع قيم التسامح والتعايش بين مختلف المجتمعات التي تنتمي لحوض البحر الأبيض المتوسط كما أنها تعد فاعلا مرجعيا في مجال التقريب بين المغرب وإسبانيا بشكل عام ومع جهة الأندلس على وجه الخصوص .