أكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، أول أمس السبت في اشبيلية، أن تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا يمر عبر النهوض بالثقافة باعتبارها «حصنا ضد الأصولية والتمييز «. وذكر بنعتيق، في مداخلة له خلال لقاء بجناح الحسن الثاني بمقر مؤسسة الثقافات الثلاث للمتوسط، بالتزام الوزارة التقريب بين المغرب وإسبانيا وخاصة الأندلس. وتهدف زيارة بنعتيق لإشبيلية إلى الوقوف على مشروع إعادة تأهيل هذا المبنى، الذي يعد جوهرة معمارية تم بناؤها من قبل الدولة المغربية في 1992 خلال الاحتفال بالمعرض العالمي في العاصمة الأندلس. وبهذه المناسبة، تم توقيع إعلان نوايا بين مدير المؤسسة خوسي مانويل سيرفيرا والكاتب العام للوزارة الحبيب ندير من أجل تنفيذ ورش إعادة تأهيل الجناح المغربي كي يستعيد هذا الموقع الرمزي مجده السابق. وأبرز الوزير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن «المؤسسة هي إرث مغربي يعكس العلاقات الجيدة المغربية-الإسبانية وبالأخص مع الأندلس. وأضاف «نحن نساهم بدعم من الحكومة الأندلسية في إعادة تأهيل هذا المبنى الرائع، لكن هدفنا من وراء هذا المشروع هو دعم هذه المؤسسة كفضاء للتعايش يحمل قيم السلام والتسامح «. وأكد بنعتيق أنه» إلى جانب التزامنا على المستوى المالي، فان حضورنا يشكل رسالة للمجتمع الإسباني للحديث عن وجود رؤية عميقة في العلاقات المغربية الإسبانية وقال سفير إسبانيا في الرباط ريكاردو دييز هوشلينتر رودريغيز الذي تم تعيينه مؤخرا عضو المجلس الإداري للمؤسسة إنه يتشرف جدا بالانضمام لهذه المؤسسة . وأبرز السفير الإسباني، في تصريح مماثل، إن «الانتماء لهذه المؤسسة مرادف للعمل لفائدة التقريب بين المغرب وإسبانيا والمساهمة في فهم أفضل لماضينا وحاضرنا وذلك من أجل بناء مستقبل مشترك أفضل» . وأضاف أن «المغرب هو الشريك الاقتصادي الثاني لإسبانيا بعد الولاياتالمتحدة وخارج الاتحاد الأوروبي . كما يعتبر البلدان نموذجا يقتدى به في مجال تدبير تدفقات المهاجرين وإدماج الساكنة المهاجرة . خاصة وأن المغرب أصبح مثالا لإدماج المهاجرين بدعم من جلالة الملك محمد السادس «. من جانبه، أبرز أندري أزولاي مستشار جلالة الملك ورئيس المؤسسة أن هذه الهيئة هي بمثابة «عقد ضمير ووجدان وشراكة ملموسة «، داعيا السلطات الإسبانية في مدريد إلى المساهمة بحضورها في نشر الرسالة الكونية التي تحملها المؤسسة . وفي مداخلة له، أبرز المستشار المكلف بقسم الاقتصاد في الحكومة الجهوية الأندلسية أنطونيو راميريز دي أريلانو العلاقات المغربية الأندلسية الممتازة التي تجسد التفاعل بين المجتمعين . وأكد المسؤول الأندلسي أن «الدينامية الملموسة على مختلف المستويات يمليها حتما القرب الجغرافي ولكن تعززها أيضا الروابط التي تجمعنا عبر تاريخ يمتد لقرون»، مسجلا أن «المغرب هو بوابة الولوج لقارة المستقبل إفريقيا التي يضطلع فيها بدور مهم».