صار مهرجان كناوة وموسيقى العالم, هو الصويرة, وصارت الصويرة هي مهرجان كناوة, هو صار بها وهي صارت به, لهذا ترتدي خلال فترة انعقاد نسخته ال 21 مابين 21 و23 يونيو الجاري, وفي سالف الدورات, لبوسا غير لبوس أيامها العادية, وتعيش ديناميكية على جميع المستويات, رواج سياحي مصدره داخلي وعالمي, إذ تستحيل إلى قبلة لعشاق تكناويت, وانتعاشة تجارية واقتصادية يدران مداخيل مهمة على المدينة. بيد أن الأهم من كل هذا, أن مهرجان كناوة حول الصويرة إلى أرض للحوار والتلاقح الثقافي, لما اختار أن يؤسس لنفسه مسارا خاصا به, ألا وهو حفلات المزج بين فن كناوة وباقي أنماط موسيقى العالم, محدثا بذلك طفرة موسيقية نوعية كان لها أبلغ الأثر في انتشار تكناويت وإشعاعه عالميا, بل وتغيرت الصورة والنظرة إلى المعلم الكناوي' وأضحى يجوب العالم بفنه. وحفل افتتاح دورة 2018 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم, أول يوم أمس الخميس, يندرج في إطار هذا الخط, إذ كان ثمرة إقامة فنية بين المعلم الكبير حميد القصري, والمجموعة المتميزة في الجاز والمزج سناركي بابي, إقامة لم تستغرق دتها سوى ثلاثة أيام من التداريب, كانت كافية لتفرز حفلا باهرا أكد بالملموس, أنه لما يلتقي الكبار, تدلل كل العقبات, ولا تقف في طريقهم لتقديم عرض موسيقي يختزن كل مقومات الجودة اية جزئيات صغيرة, لان كل واحد "فاهم شغلوا ودارسو" على حد تعبير القصري. المنظمون كسبوا الرهان إذا, لما راهنوا على المعلم حميد القصري, مرة أخرى في حفل افتتاح دورة هذا العام, ولم يكن رهانا من فراغ, فله ريبرتوار غني في حفلات الفيزيون, وراكم فيها خبرة كبيرة, على امتداد كل سنوات المهرجان, حتى صار ضليعا بها, وهوما يؤهله لخوض تجارب أخرى جديدة مع أي موسيقي عالمي, يكون فيها هو المايسترو والقائد كما بدا ذلك واضحا في حفله مع سناركي باربي بموسيقييها الماهرين, ظل هو المتحكم في إيقاعه' يرفعه ويخفضه متى يشاء, يفتح الباب أمام حوارات موسيقية مع كل عازف على حدة, وفيها ظهرت بجلاء قوة وموهبة عناصر الفرقة المشكلة من موسيقيين ينتمون إلى ثقاقات مختلفة كعازف القيثارة مايكل ليك, وعازف البيانو بيل لورانس... إلى ذلك, فإن العنوان الأبرز للنسخة 21 لمهرجان كناوة هو الإهتمام بالمعلمين الشباب,وهو ما جعل الدورة دورتهم, إذ سيفسح المجال أمامهم على خشبة مولاي الحسن لتفجير طاقاتهم , وتقديم رسائل اطمئنان بأنه لا خوف على مستقبل فن تكناويين, وأن الخلف قادم لتسلم المشعل ممن سبقوه,وهذا هو المبتغى المراد من مبادرة مثل هاته تستشرف المستقبل من الآن, في ظل رحيل نخبة من الرواد المعلمين كان آخرهم الراحل محمود غينيا. وفي حفل الافتتاح اكتشف الجمهور الحاضر المدرسة البيضاوية ممثلة في المعلمين إسماعيل رحيل, إبراهيم حمام وخالد سانسي, قبل أن ياتي الدور في اليومين القادمين على المدرسة المراكشية بمعلميها مولاي الطيب الذهبي, طارق آيت حميتي وهشام مرشان, ومدرسة الصويرة مع المعلمين سعيد بولحيمص, عبد المالك القديري ومحمد بومزوغ