لم تلعب إسبانيا ضد البرتغال الجمعة. "لاروخا" لعبت ضد لاعب واحد يسمى كريستيانو رونالدو كل محللي الكرة العالمية اتفقوا على نفس العبارة بعد انتهاء قمة المجموعة باء بين الجارين الإيبيريين: رونالدو لم يكتف بتسجيل هاتريك تاريخي في مرمى إسبانيا رونالدو صنع كل شيء وأكد أنه سيطبع هذا المونديال باسمه لنذكر القارئ أن 70 بالمائة من تشكيلة منتخب إسبانيا تتكون من أفضل ناديين في العالم اليوم: البارصا والريال، مايعني أن تتمكن من تسجيل ثلاثية على منتخب مثل هذا في مباراة واحدة هي الأولى لكما معا في المونديال، فهذا يعني أنك لست لاعبا عاديا على الإطلاق لذلك اختارت كبريات القنوات التلفزيونية العالمية التي تنقل المونديال الروسي لمشاهديها أن تطلق على كريستيانو بعد مباراة الجمعة المجنونة لقب "مخرس الأفواه" مشكلة رونالدو أنه كلما صنع شيئا جيدا إلا ووجد من منتقديه تفسيرا غير كروي لذلك الشيء الجيد، وحتى عندما سجل هدفه الأول في مرمى إسبانيا قال منتقدوه "إنها ضربة جزاء مجددا، عادي". لكنه فعلها المرة الثانية ودفع بالحارس دي خيا إلى ارتكاب خطأ بدائي مضحك، ثم عاد في الثانية لكي يكتب سطرا جديدا من أسطر تاريخه الكروي في هذا المونديال عندما عاد إلى الوراء، أغلق عينيه، استنشق هواء ملعب سوتشي جيدا، وأطلق كرته نحو شباك إسبانيا وهو متأكد أنه سيسجل الهدف الثالث وأنه سيسجل التعادل وأنه سيسجل إسمه من المباراة الأولى مرشحا للتنافس على لقب هداف المونديال تألق كريستيانو الرائع جاء يوما واحدا قبل أن تلاقي الأرجنتين منتخب إيسلندا، والرسالة وصلت إلى ليونيل ميسي، الغريم التاريخي الذي يلعب آخر مونديال له على مايبدو: صراع الكلاسيكو والشامبيونس ليغ سيلاحقك مع كريستيانو حتى الأراضي الروسية، وهذه المرة لا عذر لك: إما أن تثبت فعلا أنك تستحق أن تكون خليفة لدييغو أرماندو مارادونا بأن تحمل منتخب الطانغو فوق كتفيك، وإما أن تقيم ممرا شرفيا لكريستيانو الذي فعل كل شيء للريال، ومنح منتخب البرتغال لقب كأس أمم أوربا، ومن غير المستبعد إذا ماظهر بنفس مستوى المباراة الأولى أن يحمل البرتغاليين إلى أبعد مما يتصور طموحهم حتى بالنسبة لأكثرهم تفاؤلا. للمراقبة والمتابعة ولمزيد من الفرجة المثيرة بكل تأكيد