يظهر أن ملف المتهم توفيق بوعشرين، مدير نشر جريدة «أخبار اليوم» مازال يحبل بالكثير من المفاجآت، ومازال يحمل في طياته العديد من التفاصيل المثيرة، التي ليس أولها تورط أحد أعضاء دفاعه في تهريب مصرحة وإخفائها من أجل عدم الحضور إلى المحكمة والإستجابة لقرار قضائي، والإصرار على تحدي القضاء في موقف غير مسبوق من شخص يفترض أن رجل قانون، مهمته مساعدة العدالة للوصول إلى الحقيقة. ومن التطورات المثيرة في ملف المتهم توفيق بوعشرين، التي عرفتها الجلسة التي انعقدت ليلة أول أمس الخميس واستمرت إلى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، إقدام أحد «أشرس» أعضاء هيأة الدفاع عن المتهم، على سحب مؤازرته له. فحسب ما صرح به عدد من أعضاء هيأة الدفاع في ملف المتهم بوعشرين، فإن النقيب عبد اللطيف بوعشرين، عن هيأة الدارالبيضاء أعلن، خلال جلسة ليلة الخميس، عن سحب مؤازرته للمتهم توفيق بوعشرين. وحسب المصادر ذاته فإن النقيب بوعشرين رفض الكشف عن الأسباب التي دفعته لسحب مؤازرته، مكتفيا بالقول : «الأسباب بيني وبين الله مابغيتش نقولها». وهو ما جعل المحكمة تبدي أسفها لهذا التطور المفاجئ في القضية، خاصة بعد انضمام كل من المحامي سعد السهلي، الذي كان يتولى مهمة التنسيق بين أفراد هيأة الدفاع عن المتهم بوعشرين، والمحامي عبد المولى المروري إلى النقيب بوعشرين ليعلنا بدورهما عن سحب مؤازتهما للمتهم، وانسحابهما من هذه القضية، التي عرفت انزلاقات مثيرة تسبب فيها عدد من أعضاء هيأة الدفاع. وقد خلفت قرارات سحب النيابة من ملف توفيق بوعشرين التي تقدم بها دفاعه، نوعا من الأسف الذي عبر عنه جميع أطراف هذه القضية من دفاع ونيابة عامة، وكذلك هيأة الحكم، التي أبدت بدورها أسفها على ما عرفه هذا الملف من انزلاقات. وقد رجحت مصادر مطلعة أسباب سحب النيابة من طرف المحامين المذكورين التصرفات التي صدرت عن النقيب محمد زيان في هذا الملف، ومواقفه الشاردة حينا، والشاذة أحيانا كثيرة، والتصريحات التي ما فتئ يخرج بها بعد كل جلسة، ما جعل التصريحات والتصريحات المضادة، تكون السمة الغالبة على هذه المحاكمة التي سبق لأحد أعضاء دفاع المتهم أن وصفها ب «محاكمة القرن». وقد قال النقيب عبد اللطيف بوعشرين، بعد إعلانه عن سحب نيابته عن المتهم، إنه أخبر توفيق بوعشرين، قبل جلسة ليلة الخميس، بعزمه الإنسحاب من هذه المحاكمة، حيث قال النقيب إن مؤازره قد تلقى الخبر بالدموع. وأشار النقيب عبد اللطيف بوعشرين إلى أن انسحابه من المحاكمة، لم يكن موضوع اتفاق مسبق مع أعضاء هيأة الدفاع، مضيفا أنه لم أخبر أحدا بقراره حيث تفاجؤوا جميعا بهذا القرار.