تستبد الحيرة بكثير من قيادات وأطر حزب العدالة والتنمية حول الخطوة، التي أقدمها عليها لحسن الداودي أمام البرلمان والتي كلفته منصبه كوزير مكلف بالشؤون العامة والحكامة. وفي اتصال مع موقع «أحداث أنفو»، ضم قيادي داخل «البيجيدي» صوته إلى صوت نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عندما قال بأن ما قام به الداودي «ما كيدخولش ليا العقل». وحتى التبريرات التي برر بها الداودي «فعلته» تبدو واهية يضيف المصدر ذاته. وكان الداودي قد برر موقفه ما أقدم عليه بأنه كان ليلة الثلاثاء الماضي، في طريقه إلى البرلمان، فتصادف ذلك مع الوقف الاحتجاجية لعمال «دانون- سنطرال» أمام البرلمان، وخاف أن يتعرضوا له ليقرر النزول من سيارته والترجل نحوهم. لكن المصدر ذاته رفض هذا التبرير جملة وتفصيلا، مؤكدا بأنه كان بإمكان الداودي دخول البرلمان عبر الباب الخلفي، لأن لا أحد كان سيمنعه من ذلك. وعن الأسباب التي دفعت الدواودي إلى الإقدام على هذه الخطوة، رجح القيادي العارف بخبايا «البيجيدي» وبالداودي أيضا، بأن هناك ثلاث احتمالات. الاحتمال الأول، أن الداودي شعر بالتعب والضغط الرهيب الذي عاش تحته خلال الأسابيع الماضي، لاسيما بأنه يوجد في قلب واجهة المقاطعة. الاحتمال الثاني، ربما أن الداودي شعر بأن المقاطعة آخذة في محاصرة الحكومة لاسيما حزب العدالة والتنمية التي يقودها، لذلك اختار الوزير الدواودي القيام بهذه الحركة وهو واع تماما بتبعاتها، وبالجدل الذي ستحدثه على مستوى الرأي العام الوطني، وهي فرصة سانحة له لطلب الإعفاء، ومن ثم التخفيض من الضغط على الحزب. الاحتمال الثالث هو الأرجح، يتعلق ب«سوء تقديم كبير وكبير جدا» من طرف الداودي المعروف بشئ من «النزق» على حد قول المصدر ذاته، موضحا بأن الوزير تخيل أنه لو وقف بينه المحتجين، وأغلبهم فلاحون، تخيل أنه سيبدو بصور الوزير الذي يقف إلى جانب الشعب، لكنه نسي يتعلق بمحتجين، وحتى إن كان مضرورين إلا أنهم يحتجون في نهاية المطاف ضد المقاطعة.