تسببت الأمطار التي تهاطلت على مدينة مكناس يومي الجمعة والسبت، في فياضانات بجل شوارع المدينة والأحياء الشعبية. وكشفت الأمطار عن عورة بنية تحتية هزيلة وضعيفة تتخفى تحت "زواق" صباغة المظهر الخارجي الذي "طار" بعد دقائق من الغيث. زخات مطرية قوية كانت كافية لإغراق الشوارع والأزقة وتحويلها إلى برك وبحيرات كاملة المعالم، بأمواجها وهديرها، بعد أن تجاوز منسوب المياه الرصيف وتوغلت السيول الى بعض المباني والإقامات السكنية. مشهد شبيه بموجة تسونامي، كما حصل على طول الشريط الطرقي الرابط بين أقواس " ثلث فحول" ومدارة " باب الجديد" المؤدي للطريق الوطنية والطريق السيار الرابط بين مكناس و الرباط، وهي طريق رئيسية باتجاهين تعرف حركة مرور قوية طيلة الليل والنهار. وعلقت السيارات وسط المياه و تعطلت محركات بعضها، كما تضررت العديد من الشوارع والأحياء بمنطقه " مرجان"، " وجه عروس"، " برج مولاي عمر" والمدينة العتيقة، " باب بوعماير" " الملاح"، حيث أجبرت بعض المواطنين على التدخل في محاولة منهم لإنقاذ الموقف في انتظار ذوي التخصص الذين حضروا بعد بضع ساعات وتوقف الأمطار بأدوات بسيطة لا ترقى لحجم خطورة الحدث الذي تكرر على مدى يومين. أمطار كشفت عن هشاشة البنية التحتية بمدينة مكناس، ومع هشاشة التدبير والتسيير، بنية تحتية معتلة لم تستطع قنواتها تصريف مياه الأمطار، رغم الملايير التي صرفت ولا زالت تصرف في مشاريع تهيئة الشوارع والأحياء الناقصة التجهيز. ما فرض على المواطن المكناسي بعد هذه الوضعية المهينة، طرح العديد من الأسئلة والتساؤلات الملحة والمشروعة صبت جلها في جودة وإتقان أشغال التهييء والصيانة، والمبالغ المالية الباهضة للصفقات مقارنة بالأشغال المنجزة و مخلفات الفياضانات التي تعيش تحت وطأتها مدينة مكناس مع حلول كل فصل شتاء وبعد الزخات المطرية القوية الصيفية. وكذا فاعلية مصالح المجلس البلدي وشركات التدبير المفوض وباقي الشركاء والمؤسسات المتدخلة والمتعاقد معها، خصوصا بعد رد الفعل البطيء والتفاعل الضعيف لجل المصالح أثناء انقطاع الطرق وغمر المياه للشوارع والأزقة، محولة حاضرة مكناس الاسماعيلية لشبة قرية نائية معزولة، تعاني الإقصاء والتهميش واللامبالاة.