يزة جينيني " ديالنا" مغربية الأصل و الهوى، ذهبت إلى باريس في عمر السابعة عشرة للدراسة بالمعهد الوطني للغات و الحضارات الشرقية (إنالكو) حتى تكون ترجمانة، لكنها ستتجه من حيث لا تدري نحو ترجمة الأحاسيس و العواطف من خلال السينما و ستصير أحد أهم أسماء السينما الوثائقية و التوزيع السينمائي في شمال إفريقيا. سيرت هذه السيدة المغربية المزدادة في الدارالبيضاء سنة 1942 و قامت بإستغلال القاعة السينمائية " نادي السبعين" في باريس التي ستنطلق منذ إعادة شرائها سنة 1973 من طرف يزة و شركائها في عرض أفلام مغربية ضمن برمجتها. أنتجت يزة جينيني مجموعة من الأفلام الطويلة على رأسها فيلم الحال سنة 1981 من إخراج أحمد المعنوني و هو الفيلم الذي يرصد وثائقيا ظاهرة ناس الغيوان و يرسم بورتريها عن المجموعة. و عند إغلاق قاعتها السينمائية سنة 1987 ستتجه يزة جينيني نحو إخراج الأفلام الوثائقية المتمحورة حول المغرب من خلال موسيقاه و ثقافته. تقول يزة جينيني في حديثها عن صديقها الكبير الطيب الصديقي أن هو من فتح عينيها خلال عودتها للمغرب نهاية السبعينيات، على غنى الثقافة المغربية و هي اليهودية المغربية التي كانت لازالت تتحدث العربية مازجة بين السين و الشين. و أن لولاه لما كانت أبدعت كل ما قامت به. يزة تتنفس تامغرابيت، لأنها من هذه الأرض و لا تتوارى عن تذكيرنا بذلك. من لا يعرف يزة جينيني؟ كل السينمائيين و المثقفين و المهتمين بالمغرب و ثقافته يعرفونها. لكن ماذا عن الشباب الصاعد؟ قلة قليلة من المهتمين بالسينما و المشتغلين فيها هم من سيتمكنون من معرفة الإسم و إنتاجه بمجرد ذكره. لذلك تعتبر مبادرة مهمة جدا و تكريما مستحقا لهذه المبدعة المغربية التي اشتغلت كثيرا على ذاكرة المغرب و فنانيه، التظاهرة التي تنظمها طيلة أسبوع جمعية أنوار للثقافة و الفنون من 7إلى 12 ماي 2018 بسينما الريتز بالدارالبيضاء و التي إختارات لها كعنوان"أسبوع كامل مع يزة: المغرب كما تراه يزة جنيني". و جمعية أنوار حديثة التأسيس، لكنها إستطاعت من خلال ما تنظمه من عروض و لقاءات أن تساهم في إعادة الإشعاع الثقافي لمدينة الدارالبيضاء و أن تخلق فضاء موازيا للعرض السينمائي من خلال إستقطاب أفلام مؤلفين أو أفلام وثائقية. كما نظمت عرضا جديدا لمسرحية " ديالي" للمخرجة نعيمة زيطان، لاقى نجاحا مهما و أتبث أنه لازال كذلك للمسرح جمهوره الذي يمكنه أن يحج بكثرة لفضاءات العرض، حين تكون البرمجة واضحة المعالم. هذه فرصة جديدة تمنحها جمعية أنوار و أعضاءها للجمهور البيضاوي للتعرف على فيلموغرافيا يزة جينيني. و بعد كل عرض سينمائي، في كل أمسية، نقاش مع يزة جينيني ثم وصلة موسيقية لفنانين مشاركين في الأفلام المعروضة. قد تكون لكم كل الأعذار ألا تذهبوا بإستمرار للسينما، لكن لا عذر لديكم هذه المرة للتعرف على يزة جينيني و عملها و على المجهود الرائع الذي تقوم به جمعية أنوار.