هو تدخل سافر، نعم. وهو تدخل فضولي، لا نقاش حول الموضوع. وهو تدخل بطريقة استعمارية فجة لم تقتنع بعد أن المغرب بلد ذو سيادة نال استقلاله منذ 1956 أيضا لا مفر من الاقتناع بذلك. لكنه أولا وقبل كل شيء، وآخرا وبعد كل شيء تدخل جاهل بالقانون. الذين اطلعوا على نص بيان المحامية الفرنسية التي «تطوعت» مقابل ملايين كثيرة للدفاع عن مدير نشر أخبار اليوم المغربية المتابع في قضية تحرش جنسي واتجار بالبشر وما إليه، وقفوا على ضحالة المستوى القانوني للمحامية، وعلى عدم اطلاعها على بنود القانون المغربي، الذي أتت لكي ترافع في رحابه. الذين تابعوا البيان قالوا إن بوعشرين في نهاية المطاف غير محظوظ، فجزء من محاميه المغاربة اختاروا التهريج والتشويش للتغطية على عدم قدرتهم على الدفاع عنه فعلا، وحتى محاميته الفرنسية التي عول عليها «أنصاره» في إطار عقدة الأجنبي الشهيرة، اتضح أنها ملزمة بالعودة إلى صفوف كلية الحقوق من السنة الأولى والدراسة هناك، بل إن من بين القامات القانونية في هذا البلد الأمين من اقترح نفسه معلما لها لكي يعطيها ساعات إضافية لكي تعرف قانون البلد، الذي وضعت فيه رجليها، والذي يسمح لها مع كل الجهل الذي نضح به تدخلها أن تترافع بكل حرية في محاكمه. للأسف الشديد عندما ترى كيفية تعامل الإعلام والرأي العام والمحامين مع قضية طارق رمضان في فرنسا وتقارنها بكيفية تعامل جزء من هؤلاء مع قضية مشابهة في العالم، الذي يعتبرونه ثالثا، تدرك المقلب جيدا، وتفهم أن هؤلاء السادة المتحضرين يخترعون شعارات خاصة بهم يعتبرون ممارستها حكرا عليهم، فيما يرون أن البقية من أراضيهم الاستعمارية السابقة لا تصلح لها هاته الشعارات على الإطلاق.