بعد أن كان قد هاجم المحامي الاتحادي «إبراهيم رشيدي» عندما أعلن عن تنصبه للدفاع عن الطرف المدني في محاكمة أحداث الريف، عاد المعتقل «ناصر الزفزافي» لينثر الورود على هذا المحامي والأستاذ الجامعي والبرلماني السابق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. فخلال أول جلسة من استنطاقه اختار الزفزافي أن يعلن عن تضامنه وتحيته للمحامي رشيدي، عندما ذَكَّر بموقف هذا المحامي من الزنزانة الانفرادية التي يوضع فيها بالسجن المحلي. لكن الزفزافي، الذي يهوى مخاطبة الجماهير، عِوَض الإجابة على التهم الموجهة إليه، ومن أجل جلب القهقهات داخل القاعة عاد ليقول إنه يخاف على المحامي رشيدي من الاعتقال، لأن كل من يتضامن معهم يتم اعتقالهم. وكان المحامي إبراهيم رشيدي قد أعلن في جلسة سابقة من محاكمة المتهمين المتابعين على ذمة الأحداث التي عرفتها مدينة الحسيمة وضواحيها، عن موقف مساند لدفاع المتهم الزفزافي، مبديا اهتمام دفاع الطرف المدني بصحة جميع المتهمين، ملتمسا عدم إطالة أمد الحبس الانفرادي لأي من المعتقلين. ويأتي موقف الزفزافي الأخير بعد أن كان قد شن هجوما من داخل القفص الزجاجي مع انطلاق المحاكمة، عندما أعلن كل من المحاميين عبد الكبير طبيح وإبراهيم رشيدي عن انتصابهما للدفاع عن الطرف المدني ممثلا في الدولة المغربية. وسخر الزفزافي ورفاقه من المحاميين الاتحاديين، مطلقين عبارات الاستهزاء، قائلين «الله يرحم عبد الرحيم بوعبيد»، رافعين القهقهات، وكلمات كانت تقاطع مداخلات المحاميين المذكورين اللذين كانت مداخلاتهما تنضبط للقانون وتتم وفق مواد المسطرة الجنائية، تحقيقا للمحاكمة العادلة.