فطومة نعيمي "مانشوفوش"، تطبيق إلكتروني أطلقته الجمعية الفتية "الاتحاد النسائي الحر" . وذلك، للتبليغ عن جميع أشكال العنف المبنية على النوع الاجتماعي والجنسانية. التطبيق، الذي هو الأول من نوعه، تتغيى الجمعية الفتية من خلاله مناهضة التطبيع مع أفعال التحرش والعنف المبني على النوع، وكذلك كسر السلبية المجتمعية اتجاه أفعال التحرش والعنف الجنسي. وذلك من خلال تمكين الأفراد من وسيلة تتيح لهم التبليغ عن هذه الأفعال والتفاعل إلكترونيا ضد ممارسات التحرش والاغتصاب، سواء كانوا ضحايا أو شهود عيان. وفي هذا السياق، أوضحت رئيسة جمعية "الاتحاد النسائي الحر"، نضال الأزهري، خلال لقاء صحافي تم عقده للإعلان عن التطبيق الإلكتروني صبيحة يومه الأربعاء 21مارس 2018 بالرباط، أن «التطبيق من شأنه المساعدة على رصد وتوثيق حالات العنف المبني على النوع الاجتماعي والتحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب». وأضافت نضال الأزهري، وهي شابة كانت ضحية التحرش لكنها وعوض التزام الصمت اختارت التبليغ والانتصاف القانوني، أن التطبيق «يهدف أساسا إلى التصدي لتكرار حالات الاعتداءات والحد من حالات الانتحار التي تُسجل ضمن الضحايا». كذلك، أوضحت نضال الأزهري أن فكرة إطلاق تطبيق "مانشوفوش" راودتها هي وصديقاتها سنة 2014 بعدما تعرضن للتحرش في الشارع العام بمكناس، وذلك بالعبارة الشهيرة "الزين منشوفوكش". وأضافت الناشطة الجمعوية أنها قامت بمتابعة الشخص المتحرش أمام القضاء وصدر في حقه حكما ب 6 أشهر سجنا نافذا. وأشارت الأزهري أن "الاتحاد النسائي الحر"، الذي تأسس سنة 2016، وإلى جانب إطلاقه للتطبيق الإلكتروني "مانشوفوش"، سيفعل الرقم الأزرق 0801002929 بهدف فتح الباب أمام الضحايا وشهود العيان للتبليغ عن حالات التحرش وأعمال العنف المبني على النوع الاجتماعي . ونبهت الأزهري إلى أن الاتحاد النسائي الحر، الذي يحتضن فاعلين وفاعلات شباب، يستهدف من خلال عمله الجمعوي التحسيسي كل فئات المجتمع والشرائح وخاصة الشباب، بالنظر إلى أنها الفئة التي تتميز بالتعاطي مع التكنولوجيا الحديثة ووسائط التواصل الحديثة وفي مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي. من جانبها، نبهت المحامية بهيئة الرباط والناشطة الجمعوية المدافعة عن حقوق النساء، فتيحة اشتاتو، إلى استفحال ظاهرة العنف ضد النساء، التي بلغت نسبتها 62.3% بين النساء وفق معطيات المندوبية السامية للتخطيط. وكذلك إلى كلفة هذه الظاهرة الاجتماعية والنفسية. أما المعالجة النفسية، غيثة قباج، التي تشتغل متطوعة داخل الجمعية، فشددت على أن العنف المبني على النوع الاجتماعي كيفما كانت طبيعته، له كلفته الباهضة على الصحة العمومية. وكشفت أن الدراسات تؤكد أن 50من المائة من النساء ضحايا العنف الزوجي يعانين من الاكتئاب، وأن 22في المائة من النساء والرجال ضحايا العنف الزوجي يستهلكون بشكل كبير المهدئات، هذا فيما تُفرط النساء ضحايا العنف والاغتصاب من الأدوية الموصوفة من قبل أطبائهن المعالجين من مهدئات ومنومات.. وقد تدخل عالم الاجتماع، عبد الصمد ديالمي، خلال الندوة حيث نوه بجرأة جمعية " الاتحاد النسائي الحر" على تبنيها لمفهوم النسائية صراحة في تسمية الجمعية وهو ما اعتبره "موقفا رياديا لهذه الجمعية التي تبنت مفهوم النسائية بشكل صريح في اسمها فيما ترفض كل الجمعيات النسائية المغربية الأخرى ذلك" يقول الديالمي، وهو يضيف موضحا :" دائما رفضت الجمعيات هذه الإحالة الصريحة في تسمياتها وذلك للفهم الخاطئ إلى حد ما المحيط بمفهوم النسائية على أنه صراع بين الرجال والنساء ويحيل على تيار معين صغير داخل الحركة". وزاد الديالمي مؤكدا على أن كسر الصمت على إشكالية التحرش وهو "صمت مذنب وخطير" على حد وصف الديالمي ، ضرورة ملحة . ونبهعالم الاجتماع إلى إلحاحية محاربة التحرش والعنف الجنسي في كافة المجالات الحياتية والمهنية كي لا يتم "إنتاج نموذج متحرش نمطي ". ولكن "لابد من مناهضة والتنديد بكل متحرش كيفما كان مجاله المهني " يوضح الديالمي وهو يشدد على أن "المتحرش كل من له سلطة على الضحية وأن كل رجل هو متحرش بالقوة ومتحرش عمومي".