بسلاسة واضحة تحدث المعتقل على ذمة أحداث الريف «محمد المجاوي» أمام المحكمة التي شرعت في استنطاقه بعد عصر اليوم الاثنين 19 مارس الجاري، لينفي جميع التهم المنسوبة إليه، والتي تضمنها قرار إحالته مِن طرف قاضي التحقيق. المجاوي المتابع ب «التحريض على ارتكاب جناية المس بسلامة الدولة الداخلية»، قال «لم أتآمر على هذا الوطن ولا مسست بسلامته الداخلية». وعن جنحة «التحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة»، أكد أنه «لم يتآمر ضد أي شخص داخل هذا الوطن أو خارجه، فكيف له أن يتآمر ضد وطنه»، مؤكدا في إبعاده لهذه التهمة عن نفسه بالقول «أعتبر المؤامرة سلوكا وفعلا منبوذا من لدني شخصيا، كما هو منبوذ من كافة رفاقي»، من المتهمين الذي قال إن «علاقته بهم توطدت داخل السجن المحلي». وأنكر المجاوي كذلك جنحة التحريض بالقول «لم أحرض على سلامة وطني، بل حرضت على التشبث بالوطن»، معتبرا أن «مسيرة 18 ماي»، التي حملت شعار «لسنا انفصاليين هي خير دليل على ذلك»، نافيا تهمة «زعزعة ولاء المواطنين لوطنهم»، بالقول «لم أزعزع ولاء المواطنين، لأن من يزعزع ولاء المواطنين لوطنهم هو الفقر والجوع والبطالة وقوارب الموت»... وقد اختار المتهم أن يستهل اجوبته مع شروع المحكمة في عملية استنطاقه بالقول إنه «في تاريخ البشرية ارتكبت مجازر باسم العدالة»، قبل أن يضيف «ولكن أملنا كبير في عدالة وطننا بأن تنأى عن هذا المنحى»، و«أملنا كبير أن تتوجه المحكمة إلى استجلاء الحقيقة في هذا الملف»، قائلا إن «الحقيقة هي التي بإمكانها أن تنير عدالة وطننا»، معتبرا أن «حراك الريف لا يمكن اختزاله في مجموعة من الفيديوهات لدقائق معدودة، أو في مجموعة من المكالمات الهاتفية أو مجموعة من الصور الموضوعة على مواقع التواصل الاجتماعي». وأكد أن «هذا الملف لن ينتهي بصكوك الإدانة والبراءة فقط»، واصفا إياه ب «الملف الذي نتوخى من خلاله أن نعبد الطريق لمصالحة حقيقية داخل وطننا»، و«نعبد الطريق لديمقراطية حقيقية تصون كرامة المواطنين وتضمن تمتعهم بحقوقهم في إطار مستقبل مشرق ومزهر لكافة المغاربة والمغربيات»، ليؤكد للمحكمة بالقول إن «الماثل أمامكم ينفي نفيا تاما وكاملا كل التهم الموجهة إليه». واعتبر المتهم محمد المجاوي أن «المغاربة القاطنين بالخارج هم جزء من هذا الوطن، وليسوا أجانب عنه»، مؤكدا أنهم «يتفاعلون معنا في السراء والضراء»، و«يتجاوبون مع طموحاتنا في غد أفضل لهذا الوطن»، ليشير بعد تركيزه على هذا المعطى «أقولها لأن من يوحي بأن هناك مؤامرة أو مخططا إجراميا بيننا وبين بعض أفراد جاليتنا بأوربا، يتناسى أن سكان الريف يعيشون في غالبيتهم العظمى بالدعم الذي تقدمه لهم عائلاتهم بالخارج». وجاء تأكيد المتهم المجاوي على هذه النقطة بالذات والإشارة إلى أنه «وهو الذي فقد أباه في السنة الأولى من الحياة»، و«فقد أمه وهو ابن التاسعة»، «تكفلت به أربع عائلات مختلفة»، حيث «كبر ودرس وحصل على شهادات جامعية كلها بدعم خارجي»، ليؤكد أن من دعموه لم يكونوا «أعماما ولا أخوالا له»، مبعدا عن المتهمين تهمة تلقي أموال من الخارج.