شهد إقليم زاكورة من الفترة الممتدة بين 24 و 27 فبراير 2018 انعقاد الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للواحات و التنمية المحلية تحت شعار "الواحات و رهانات التدبير الترابي" بمبادرة من جمعية المنتدى الدولي للواحات. و تأتي هذه الدورة استمرارا للنقاش العمومي حول منظومة الواحات و الأخطار التي تتهددها الذي أطلق بزاكورة منذ أكثر من عشرين سنة، مباشرة بعد منتديات ريو ديجانيرو و ديربان وصولا إلى الترافع حول "واحات مستدامة" في المؤتمر الدولي للمناخ كوب 22 بمراكش. و بالإضافة للأشغال العلمية عرف البرنامج الموازي تنظيم مجموعة من الأنشطة الرياضية و الثقافية و الاجتماعية (فروسية، مسابقات رياضية، سهرات فنية ، و معرض للصناعة التقليدية و المنتوجات المحلية). هذه الأنشطة التي حظيت بمتابعة ما لا يقل هن 40 ألف شخص. و تميزت أشغال هذه التظاهرة العلمية بمساهمة مجموعة من الباحثين و الاكاديميين تمثلت في تقديم مداخلات قيمة تركزت جلها حول اشكالية الحفاظ على الواحة أمام المشاكل التي تعرفها على جميع الأصعدة و كذلك تثمين الموروث الواحي المادي و اللامادي و استغلاله بحيث تصبح الواحة مجالا أكثر جاذبية. و شدد المشاركون و المشاركات أن هكذا إشكالية تكتسي أهمية بالغة بفعل موقعها الجغرافي المحاذي للصحراء مما يجعلها مكونا ايكولوجيا ونظاما اقتصاديا واجتماعيا متميزا بتراثه الثقافي والمعماري والإنساني. و ترتبط هذه الاختلالات بعدة عوامل نذكر منها على وجه الخصوص العوامل المترتبة عن التصحر والتغيرات المناخية التي تنذر باختفاء عدد كبير من الواحات وتضاعف من تردي الأوضاع البشرية والايكولوجية التي توجد في حالة متقدمة من الهشاشة ، مما يهدد منظومة المعارف التي طورها الإنسان لأجل التدبير المستدام والتأقلم مع التغيرات المناخية.
و خلص المشاركون و المشاركات إلى إصدار توصيات عديدة أهمها : 1 – اعتماد وزارة الفلاحة للمنتدى الدولي للواحات ضمن أجندة أنشطتها السنوية 2 - إعادة إحياء الروابط التاريخية بين واحات الجنوب الشرقي و العمق الافريقي و دعم مختلف الملتقيات المهتمة بهذا الشأن. 3 - ضرورة الاعتناء أكثر بالفلاحة الواحية و تثمين المنتوج المحلي للواحات عبر دعم و تشجيع سلاسل الانتاج و التركيز على تأهيل العنصر البشري و إرساء الثقة بين مختلف الفاعلين المحليين. 4 - تأهيل و تكوين الموارد البشرية الواحية في مجال التنمية المستدامة . 5 - خلق نواة جامعية تحتضن الاختصاصات المساهمة في تنمية الواحات (تهيئة التراب، الفلاحة الواحية، الثاث الثقافي، الصناعات الغدائية و التحويلية). 6 - إحداث مراكز التفسير الثراثية (Centres d'interprétation du patrimoine des zones oasiennes) يسهرون على تشجيع الساحة المسؤولة و التعريف بالمؤهلات الواحية و تكوين الموارد البشرية. 7 - سن قانون المعمار الواحي بما يضمنه الحفاظ على توازن المجال. 8 - ضرورة وضع اتفاقية إطار بين المجلس الإقليمي و مؤسسات جامعية من جهة و اتفاقية إطار بين المجلس الإقليمي لزاكورة و نظيره بطاطا من أجل تشكيل لجنة ثلاثية بالإضافة إلى الجامعة من أجل إخراج مشروع جيوبارك باني إلى حيز الوجود