تشابهت التهم وتشابه معها التعاطف، لتشهر من جديد ورقة "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، قبل أن تقول العدالة كلمتها.. هكذا اختزلت تدوينة القيادي في حزب العدالة والتنمية " عبد الإله حامي الدين الذي لم ترقه التهم الموجهة لمدير نشر جريدة "أخبار اليوم"، أو "صديقي بوعشرين" كما وصفته تدوينة حامي الدين، الذي سبق له أن تعرض لانتقادات شديدة بعد ورود اسمه في نشاط متعاطف مع المفكر الإسلامي طارق رمضان المتهم بالاغتصاب. وعلى الرغم من إعلان الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أن توقيف بوعشرين يتعلق بشكايات حول اعتداءا جنسية لا علاقة لها بمهنة الصحافة، كتب حامي الدين " وسيتطوع البعض ليشرح لنا بأن قضية بوعشرين لا علاقة لها بكتاباته ومواقفه، ولكنها معركة للدفاع عن القيم !!! سنستمع إليهم، وسنمعن في الإنصات إليهم، لكن سرعان ما سنكتشف تهافت خطاباتهم وتناقضاتها.. ولهذا لن نصدقهم ..لن نصدقهم ..لن نصدقهم.. الصحافة ليست جريمة". وعلى الرغم من أن التحقيقات مستمرة، إلا أن حامي الدين متمسك بفرضية المؤامرة ضد "صديقه"، معتبرا أن توقيف الرجل بمثابة رد فعل اتجاه "افتتاحياته المزعجة"، متابعا " مناقشة افتتاحيات بوعشرين في المقاهي والمقرات سيحل محلها خطاب أخلاقي منافق، يحاول أن يخدعنا بأن عيون السلطوية حريصة على حماية أخلاقنا من الضياع". هذا وكانت معظم التخمينات التي راجت بعد اعتقال بوعشرين، قد ربطت بين توقيفه و خطه التحريري، مما جعل عددا من المتعاطفين يتقاسمون هاشتاغ الصحافة ليست جريمة، منددين بما اعتبروه تراجعا عن قيم الحريات، إلا أن البعض فضل اتتظار مجريات البحث بعد إعلان الوكيل العام عن التهم الحقيقية التي يتابع من أجلها مدير نشر جريدة " أخبار اليوم"، بينما تمسكت فئة أخرى ببراءة الصحفي من التهم المنسوبة إليه. وقد خلقت هذه المواقف المتباينة نقاشا جانبيا على مواقع التواصل، " ماذا لو كان الرجل حقا متورطا في قضايا تحرش؟ هل مهمته كصحفي تعفيه من المتابعة كمواطن متورط في تهم يعاقب عليها القانون" يقول أحد المعلقين، بينما طالب آخرون بانتظار نتائج التحقيق، "لو كان الرجل مظلوما سنناصره لآخر رمق، ولو كان متهما يجب أن ينال عقابه، لكن هذا لا يشكك في مهنيته"، تكتب إحدى المعلقات، في الوقت الذي اعتبر البعض أن " فضح الفساد لا يعني التساهل مع ممارسته .. القليل من الموضوعية إلى أن تقول العدالة كلمتها" ..