كابدت فاطمة الزهراء ذات الثلاثة عشر شهرا منذ ولادتها مرض أدى إلى توقف كبدها عن العمل ، وانتفاخ بطنها فيما بعد.والدة الطفلة اكتشفت مرضها حين كان عمرها 40 يوما، بعد ظهور نوع من الاصفرار الشديد في عينيها وبولها وفقدانها للشهية . الأب ابراهيم اوناصر الذي ينحدر من جماعة بونعمان نواحي إقليمتيزنيت أصر على معالجة فلذة كبده رغم فقره ، ليبدأ رحلة طويلة من العذاب وخيبة الأمل بين المستشفيات الحكومية انطلقت من مستشفى تيزنيت الذي شخص حالة الطفلة بانسداد عرق بالكبد ثم تم نقلها إلى مستشفى أكادير ، لتجد الطفلة في الأخير الإهماله ويدب اليأس والإحباط في نفوس الأهل ، ونزول الخبر كالصاعقة بعد تصريح الطبيب لأهل الطفلة " من الأحسن تمشي تموت في دارهم " ، ويجر معه الأب الخيبة والحسرة في فقدان الأمل بشفاء ابنته ويعود ب الطفلة إلى مستشفى تيزنيت .ثم مستشفى مراكش الذي شخص الحالة المرضية للطفلة لأول مرة بشكل صحيح، بعدما قطعت عينة من الكبد لتحليلها بكلية الطب. وبعد يأس الأب في علاج الإبنة، تمكن عدد من الشباب من نشر قصتها على مواقع التواصل، حيث تكفلت جمعية خيرية تدعى " ليلوكان " تترأسها مواطنة فرنسية تقوم بجمع التبرعات من المهاجرين المغاربة لعلاج الأطفال المعوزين بالمغرب والجزائر وتونس بالخارج . الجمعية الفرنسية أرسلت الطفلة إلى مصحة بالبيضاء، وتمت هناك إزالة المياه من بطنها لتصبح في حالة تسمح لها بالسفر إلى تركيا قصد إجراء العملية. ، رئيسة الجمعية " انجليك " تواصلت مع مستشفى أتاكان بمجموعة " أجيبادم " باسطنبول حيث أرسلت إليهم ملفا كاملا عن حالة فاطمة الزهراء . لتتحمل تكاليف الإقامة وسفر الطفلة رفقة والديها إلى اسطنبول التركية وقضاء ثلاثة أشهر . البروفيسور رمزي أمير أوغلو طبيب مختص في زراعة الأعضاء بمستشفى أجيبادم ، داوم على متابعة حالة فاطمة الزهراء والإشراف على عملية زراعة كبد لها قبل شهرين ، بعد تبرع أمها بجزء من كبدها بعد ثبوت تطابق أنسجتهما ، مما أدى إلى قضاء الطفلة شهرا تحت المراقبة الطبية ، ليأتي الخبر السار والمفرح على لسان الطبيب المشرف بنجاح مائة بالمائة ، وتعم البسمة على محايا الطفلة بعد شفائها وعودتها خلال الأيام المقبلة إلى المغرب . طيلة مدة تواجد فاطمة الزهراء بالمستشفى كسبت قلوب الجميع حيث فاجئوها بتنظيم عيد ميلادها بحضور والديها والطاقم الطبي ليكون ذلك بداية فصل جديد من حياة طفلة حرمها المرض والإهمال من النوم و الاستمتاع بطفولتها .