بعد جملة مقالات لوكالة الأنباء الجزائرية مباشرة أو من غرفها بالعاصمة، نظير «الاتحاد الإفريقي يعزل المغرب»، تراجعت صبيحة أمس لتحذف جزءا مما كانت تروج له في كواليس القمة الإفريقية. الوكالة الجزائرية فضحت نفسها، حين حذفت الجزء الخاص بكرانس مونتانا، وبقيت العبارة التالية: « و جددت القمة التأكيد على دعواتها السابقة، واساسا قرارها الذي صادقت عليه القمة 24 العادية للاتحاد الافريقي المنعقدة بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا يومي 30 و31 يناير 2015 الذي دعت من خلاله منتدى كرانس مونتانا، الذي تنظمه منظمة مقرها سويسرا »، لتصيبها اللعنة التي كشفت تلاعبها بالرأي العام الجزائري وقاطني مخيمات تندوف. الدبلوماسية الجزائرية، روجت مساء الاثنين، داخل أروقة الاتحاد الإفريقي لمشروع بيان عن القمة بوصفه البيان الختامي، وضمنته كل أمنياتها وأوهامها التي لا تزال محتفظة بها، في الوقت الذي كانت المنظمة منكبة على علاج علل إفريقا من الفساد إلى الهجرة والارهاب. رئيس مجلس الأمن والسلم داخل هياكل الاتحاد، الجزائري إسماعيل شرقي، كان منهمكا في مهمة الترويج لهذا البلاغ قبل عرضه على القمة قصد المناقشة في أفق إقراره ليتخذ صفته النهائية، وهو يحمل غصة دخول المغرب من الأبواب العريضة للمجلس الذي يحتله منذ سنوات في غياب المغرب. وحاولت الجزائر بكل وسائلها التأثير على مواقف الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لتمرير مشروع البيان الختامي، وذلك بعد أن ضمنته عبارات تكشف انحيازها ضد المغرب في نزاع الصحراء. وركزت كل لعبتها في ما وصفته بالفقرة 15 من مشروع البيان نزاع الصحراء بإشارة إلى دعوة أطراف النزاع إلى الانخراط في مفاوضات مباشرة قصد تسوية سياسية نهائية. كما تضمنت الفقرة دعوة صريحة للرباط بفتح المجال أمام ما يسمى "مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى الصحراء"، وهي المبادرة التي لقيت رفضا مغربيا باعتبار أن النزاع معروض على أنظار مجلس الأمن ولا علاقة للاتحاد بمسلسل التسوية الذي ترعاه الأممالمتحدة. واجتهدت في تعميق ما أسمته ب «عزلة الرباط»، بالرجوع لقرار يعود لسنة 2015، حين كانت الجزائر وديلاميني زوما رئيسة المفوضية آنذاك يمرران ما شاءا من القرارات، ومنه هذا القرار الذي يدعو المنظمة السويسرية بالعدول عن تنظيم منتدي كرانس مونتانا، في حركة تكشف حجم الغصة التي تشعر بها الجزائر من الاختراق المغربي لأوصال الاتحاد، وتحوله إلى رائد في ملفات حساسة، وتتويجه على مبادرات التنمية في القارة الإفريقة. ولأن رئيس المفوضية موسى فقي يعرف وزن وحجم الكلمات التي تصدر عنه، وهو القائل في افتتاح أشغال القمة الحالية أن دور الاتحاد الإفريقي الايجابي الوحيد بالنسبة لقضية الصحراء هو دعم جهود الأممالمتحدة وأمينها العام ومبعوثها الخاص، فقد وضع حدا لهذه التأويلات وألاعيب الجزائر، حين صرح بأن القرار 653 المتخذ في يوليوز الماضي، هو المرجع، حيث، يرحب بتعيين كولر مبعوثا خاصا للامين العام الاممي مكلفا بالصحراء ويطلب من الدول الاعضاء دعم مجهوداته لايجاد حل متفق عليه ونهائي للصراع، ولا وجود لباقي خرافات البيان الجزآذري المزعوم .