أنهت القمة الأفريقية، التي انعقدت خلال اليومين الماضيين، أشغالها على وقع تراشق بين المغرب وجبهة البوليساريو، حول الصيغة النهائية للبيان الختامي للقمة. الجبهة الانفصالية سارعت مباشرة بعد الجلسة الختامية التي انعقدت منتصف الليلة الماضية، إلى إطلاق آلتها الدعائية مروجة للفقرات التي تضمنها مشروع البيان الختامي، والتي تضمنت حرفيا التوصيات التي جاء بها المفوض الجزائري في شؤون الأمن والسلم، اسماعيل شرگي. رد فعل الدبلوماسية المغربية صدر صباح اليوم الثلاثاء، من خلال توضيح عممته على الصحافة، يقول إن رئيس المفوضية الافريقية، التشادي محمد موسى فقي، قد أكد في نهاية الجلسة الختامية استمرار العمل بما جاء في قرار القمة السابقة للاتحاد الافريقي، التي انعقدت في يوليوز الماضي بأديس أبابا. تلك القمة كانت قد خلصت إلى دعم جهود منظمة الأممالمتحدة لإيجاد حل لنزاع الصحراء، ولم تشر إلى أي دور لمنظمة الاتحاد الافريقي في مسار تسوية هذا النزاع. الخارجية المغربية أكدت، أيضا، أن قرار القمة السابقة لا يتضمن أية إشارة إلى المخططات السابقة التي وصفتها الوزارة بالمتجاوزة، في إشارة إلى مخططات منظمة الوحدة الإفريقية التي أدت إلى انسحاب المغرب. في المقابل، أطلقت البوليساريو عبر أذرعها الإعلامية رواية تفيد بتبني القمة الأفريقية المنتهية أمس، لمشروع القرار الذي رفضه المغرب. المشروع دعا الطرفين إلى التعاون مع مبعوثه الخاص إلى الصحراء، الرئيس الموزمبيقي السابق خواكيم شيسانو، وألزم المغرب بالسماح بعودة مراقبيه إلى مقر المينورسو في العيون، والكف عن تنطيم منتدى "كرانس مونتانا" بمدينة الداخلة، وهي التوصيات التي نقلت حرفيا من الفقرة 119 من تقرير الأمن والسلم الذي قدمه المفوض الجزائري اسماعيل شرگي للقمة. مصادر "اليوم24" قالت إن المشاورات الأولى حول هذا الموضوع، كشفت الخلاف الكبير بين المغرب وخصومه، مما أعاد سيناريو تكليف رئيسين يمثلان موقفي الطرفين، من قبيل الرئيس الجنوب افريقي والرئيس السينغالي، لإعداد صيغة توافقية جديدة للمشروع. سيناريو قالت المصادر إنه لم يتحقق، ليصبح المخرج الوحيد هو الاحتفاظ بالصيغة نفسها التي وردت في قمة يوليوز الماضي، باعتبارها سبق أن حازت مصادقة القادة الأفارقة. واستمر الصراع حول هذا الموضوع إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس، حيث حصل المغرب على تعهد رئيس المفوضية الأفريقية باستبعاد المشروع الجديد والاحتفاظ بالصيغة السابقة، فيما اعتبرت البوليساريو أن المشروع حظي بالمصادقة. الحسم في هذا الجدل متروك لما سيعلنه الاتحاد الافريقي رسميا، من خلال نشره وثيقة البيان الختامي للقمة 30.