طهران, 1-1-2018 - حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين بأن الشعب "سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون" فيما قتل عشرة أشخاص ليل الاحد في إطار الاحتجاجات المتواصلة ضد الحكومة والظروف المعيشية الصعبة.. ولم تفلح الدعوة التي وج هها روحاني ليلا إلى الهدوء وإعلانه أنه يناصر توفير هامش أكبر من حرية الانتقاد، في تهدئة الأجواء. وصباح الأحد، عاد وشد د خطابه تجاه من سماهم "أقلية صغيرة" قائلا إن الشعب "سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون". ولليلة الرابعة على التوالي، خرجت تظاهرات جديدة مساء الأحد في مدن عدة من بينها طهران، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والبطالة والغلاء والفساد. وأظهرت مقاطع مصو رة بث ت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل متظاهرين يهاجمون مباني عامة منها مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج (القوات شبه العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري) أو يضرمون النار بسيارات للشرطة. ومنذ بدء التظاهرات الخميس، قتل 12 شخصا وأوقف مئات. ومساء الأحد، قتل ستة أشخاص ب"إطلاق نار مشبوه" على هامش أعمال عنف في مدينة تويسركان (غرب)، بحسب التلفزيون الرسمي، بعد أن كانت وسائل الاعلام أشارت قبلا إلى سقوط أربعة قتلى في مدينتي ايذج (جنوب غرب) ودورود (غرب). وتؤكد السلطات أنها لا تطلق النار على المتظاهرين وتتهم "مثيري الاضطرابات" و"أعداء الثورة" بالاندساس بين صفوف المتظاهرين. وقال التلفزيون الحكومي إن "أشخاصا ملثمين (..) شاركوا في الاضطرابات وهاجموا مباني عامة وأضرموا فيها النار" في تويسركان. وقتل متظاهران بالرصاص خلال احتجاجات في مدينة ايذج (جنوب غرب) بحسب ما نقلت وكالة "إيلنا" القريبة من الإصلاحيين عن النائب المحلي هداية الله خادمي الذي قال إنه لا يعرف ما إن كان الرصاص مصدره قوات الأمن أو المتظاهرين. وفي مدينة دورود (غرب) قتل شخصان مساء الاحد عندما استولى متظاهرون على شاحنة تابعة لجهاز الإطفاء وفكوا فراملها من على إحدى التلال، بحسب الشرطة. ومساء السبت، ق تل شخصان آخران في المدينة نفسها لكن نائب حاكم المحافظة أكد أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين. وجرت هذه التظاهرات مساء الأحد رغم أن السلطات حجبت تطبيق الرسائل لموقعي إنستاغرام وتلغرام عن الهواتف المحمولة، في مسعى لتجنب تنظيم احتجاجات جديدة. وحذر الرئيس الإيراني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي أن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها" مضيفا أن "الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدا، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون". وأضاف روحاني "اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعا"، مؤكدا أن الحكومة عازمة على "تسوية مشكلات المواطنين". وكان روحاني أقر الأحد بضرورة منح السلطات مواطنيها "مساحة للانتقاد"، ومحذ را المتظاهرين من أي أعمال عنف. وانتخب روحاني لولاية ثانية في أيار/مايو الماضي، مساهما في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد. وهذه الحركة الاحتجاجية هي الأكبر في إيران منذ التظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009، والتي قمعتها السلطات بعنف. ومساء الأحد أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات ضد الحكم في حي جامعة طهران. ووقعت اضطرابات في مدن نوراباد ودورود وخوراماباد، وقد "أوقفت السلطات مسببي الاضطرابات" بحسب ما أعلن مسؤول محلي. وامتدت التظاهرات إلى مدن عدة منها كرمنشاه (غرب) وشاهين شهر (قرب اصفهان)، وتاكستان (شمال)، وزنجان (شمال)، وايذج (جنوب غرب). وأوقف 200 متظاهر في العاصمة، وأوقف 200 آخرون في مدن أخرى، بحسب وسائل الإعلام المحلية. وأعربت الولاياتالمتحدة الأحد عن دعمها للمتظاهرين وتأييدها "حق الشعب الإيراني في التعبير السلمي". أما طهران فقد نددت بما اعتبرته تدخلا أميركيا في شؤونها.