لا يختلف النقاد والمهتمون بالشأن الفني على أن الفنانة الراحلة شادية شكلت حالة إبداعية نادرة، فهي استطاعت أن تجمع بين إتقان الأدوار التمثيلية على اختلافها مع عذوبة الصوت وخفة الظل والروح في آن واحد. توفيت شادية، أمس الثلاثاء (28 نونبر) عن عمر 86 عاما، ليتحول ابتعادها عن الأضواء على مدار العقود الأخيرة بعد اعتزالها، إلى رحيل كامل، إلا أن مئات الأعمال الغنائية السينمائية والتلفزيونية والإذاعية، فضلا عن إسهام مسرحي بسيط، ستحكي لأجيال قصة فنانة شاملة أجادت كل هذه الفنون، وساهمت في نقش الذاكرة الفنية المصرية. وكانت غزارة إنتاجها طوال مسيرتها الفنية، وراء عدة ألقاب نالتها شادية، فهي "معبودة الجماهير" نسبة إلى فيلمها الشهير الذي جمعها بالراحل عبد الحليم حافظ عام 1967، وهي "دلوعة السينما" حيث اشتهرت بدور الفتاة المدللة، كما أنها "صوت مصر" حين قدمت عددا من الأغاني الوطنية في الستينات، لحن معظمها الراحل بليغ حمدي، ومنها "يا حبيبتي يا مصر"، و"قولوا لعين الشمس". فاطمة أحمد كمال شاكر الشهير بشادية، كما وصفها وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، "صوتا لمصر وللعالم العربي، ودافعت عن قضاياه بصوتها"، كما كانت، حسب بيان نقابة المهن الموسيقية، "صوت مصر الذي ملأ الدنيا واحتضن كل الذكريات وواكب كل المواقف الإنسانية والوطنية". ورثت شادية، المولودة عام 1931، الفن عن أبيها، الذي كان يهوى العزف على العود ويحب الغناء، مما شجعها على الاشتغال بالفن.
زيجاتها خفق قلب الفنانة شادية بالحب لأول مرة عام 1947 لضابط أسمر من الصعيد. وبينما كانت شادية تتأهب لعد قرانها كانت يد القدر أسبق فخطفت حبيبها الذي سقط شهيداً في ساحة الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1948. قدمت شادية في "قطار الرحمة" عام 1952 مع عماد حمدي الذي كان متجهاً للصعيد وله أهداف إنسانية واشترك فيه عدد كبير من الفنانين، وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم "أقوى من الحب" بالإسكندرية عام 1953 ورغم فرق السن بينهم الذي كان يتعدى ال20 سنة إلا أنها وافقت على الزواج منه عندما فاتحها دون تردد. ومضت مسيرة هذه الحياة الزوجية لمدة ثلاثة أعوام. طلقت شادية من زوجها الفنان عماد حمدي عام 1956، بعد عدة مشاكل منها فارق السن وشرطه على عدم الإنجاب مما صدمت هذه الخطوة جمهورهم. عملت شادية مع فريد الأطرش في فيلم "ودعت حبك" ليوسف شاهين، ولم تكن شادية تحب أغاني فريد وهذا ما واجهته به ذات يوم ولكنها عندما اقتربت منه أحبت فيه صفات عديدة على حد قولها مثل الحنان والرقة والأمان وخفة الدم. ولقد ظهرت قصة حب شادية وفريد على صفحات الجرائد والمجلات وهو ما رحب به الاثنان وذهبت شادية معه إلى حلقات سباق الخيل وسهراته المشهورة وبدأ الاثنان يفكران في الزواج وسافر فريد من أجل إجراء الفحوصات الطبية وكان يرسل لها البرقيات اليومية كعادة العشاق وبعد عودته عاد فريد للسهر والحفلات وهو ما أدى إلى انتهاء هذا الارتباط العاطفي لأنها كانت تحتاج إلى بيت هادئ ترجع إليه آخر النهار ولا تقدر على سهرات فريد اليومية وقد كانت شادية تعيش في شقة بنفس العمارة التي بها فريد وهو ما جعل الشائعات تقول انهم عقدا القران، ما أكدا دائماً انه غير حقيقي. وانتهزت شادية فرصة سفر فريد لتبيع الشقة وتسكن في مكان آخر محاولة بذلك إسدال الستار على ثالث قصة حب بعد الضابط الصعيدي وعماد حمدي. في شتنبر 1957 تزوجت شادية من الإذاعي المعروف فتحي عزيز تعرفت شادية به في سرداق عزاء الفنان سراج منير. وقد كان فتحي ابن المهندس المعماري محمد فتحي وتعد ميمي وزوزو شكيب شقيقتي والدته، كما أن والدته هي عمة الفنان عمر الحريري. سرعان ما طلبت الطلاق بعد عامين وذلك بسبب غيرته الشديدة عليها والتي أدت إلي وصول العلاقة بينهم إلى نهاية المطاف هذا إلى جانب سبب آخر أسرع من الوصول لهذه النهاية وهو حملها منه وفقدانها الجنين في شهره الثاني، حيث أصيبت بصدمة نفسية وعصبية جعلتها لا تطيق غيرته عليها. وتم الطلاق في 08/06/1959. عام 1964 ارتباطت بالفنان صلاح ذو الفقار الذي كان زواجها منه بمثابة شهر عسل لمدة سبع سنوات أسفر عنه نجاح سينمائي غير عادي لهم كثنائي، حيث كان استقرارها العاطفي منعكس على فنّها بالنجاح والنضج والعطاء وللأسف انتهى بالطلاق وذلك بعد فقدانها الجنين للمرة الثانية بعد حمل دام 4 شهور ودخلت في رحلة علاج من صدمة نفسية وعصبية بسيطة خرجت منها طالبة الطلاق من صلاح ذوالفقار دون تراجع وكأنها لا تريد أن تكون على هامش حياة صلاح ذوالفقار. وتم الانفصال في عام 1969 انفصالاً نهائياً.