يترقب اللبنانيون، الأربعاء 22 نوفمبر 2017، الخطوات المقبلة التي سيتخذها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري غداة عودته إلى بيروت، سواء لناحية إصراره على استقالته التي قدمها بشكل مفاجئ قبل نحو ثلاثة أسابيع من الرياض أو تراجعه عنها. ووصل الحريري ليل الثلاثاء إلى مطار بيروت، بعد توقف في القاهرة ولارنكا، وتوجه مباشرة إلى ضريح والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتيل في وسط بيروت، في 14 فبراير 2005. ورفض الحريري بعد وصوله الإدلاء بأي تصريحات للصحفيين، مكتفياً بتوجيه كلمة "شكراً" للبنانيين، في وقت نظم مناصروه مواكب سيارة في شوارع عدة في بيروت، وأقاموا تجمعات احتفالية مردِّدين شعارات داعمة له. وقال أحد مناصريه عبر قناة محلية "ليعرف الجميع، لا يمكن أن يأتي رئيس حكومة إلا سعد الحريري". وأضاف آخر "سعد الحريري ليس رئيس حكومة لبنان فحسب، إنه زعيم". ودعا تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري، مناصريه إلى التجمع أمام منزله الذي يُعرف ب"بيت الوسط" عند الساعة الواحدة (11,00 ت غ) من بعد ظهر الأربعاء ترحيباً بعودته. ويحضر الحريري صباح الأربعاء احتفالات عيد الاستقلال في وسط بيروت، على أن يشارك ظهراً في استقبال رسمي للمناسبة ذاتها في القصر الرئاسي. ومن باريس التي وصلها السبت بموجب وساطة فرنسية قادها الرئيس إيمانويل ماكرون بعد بقائه لأسبوعين في الرياض، انتقل الحريري الثلاثاء إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أن ينتقل إلى لارنكا في طريقه إلى بيروت. وكرَّر الحريري الثلاثاء أنه سيطلق من بيروت مواقفه السياسية، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون. وقدَّم الحريري في الرابع، من نوفمبر، في خطاب متلفز بثَّته قناة العربية السعودية استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، موجهاً انتقادات لاذعة إلى كل من إيران وحزب الله اللبناني، أبرز مكونات حكومته. وأثارت الاستقالة صدمةً كبيرة لدى حلفائه وبيته الداخلي كما لدى خصومه، خصوصاً أنها تزامنت مع حملة اعتقالات غير مسبوقة في الرياض، طالت أكثر من مئتي شخصية سعودية بارزة.