قام جزائريون ليلة أمس الأربعاء 8 نونبر الجاري، بالتخلص من لاجئين سوريين بشاطئ السعيدية، بطريقة مهينة وحاطة من الكرامة الإنسانية، على متن قارب مطاطي قبل أن يتمكنوا من الفرار نحو وجهة غير معروفة. ويعود سيناريو الحادث وفق ما استقته الجريدة من معلومات، إلى حدود الساعة الثامنة مساء من التاريخ المذكور، لما أوقف أعوان السلطة بشاطئ السعيدية وبالضبط على مقربة من أحد المقاهي المعروفة بالجوهرة الزرقاء، مجموعة من اللاجئين السوريين في وضع غير إنساني. ويتعلق الأمر بعائلة سورية تتكون من ثمانية أفراد (ثلاثة أطفال، وشابتان وشاب آخر إضافة إلى الأم والأب). وأسفرت الأبحاث الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية المختصة، على أن العائلة السورية تم تهجيرها نحو شاطئ السعيدية من طرف عصابة جزائرية تنشط في مجال تهريب البشر من الأراضي الجزائرية نحو المغرب. وتمت العملية مقابل مبالغ مالية مهمة تتراوح ما بين 500 و600 أورو للفرد الواحد، حيث يتم تجميع المهاجرين في منازل بمدينتي تلمسان ومغنية، وبعض المناطق الأخرى المتاخمة للشريط الحدودي في انتظار الفرصة المواتية لتهجيرهم نحو المغرب. العملية تتم بتواطؤ مع حرس الحدود الجزائري، الذي لا يتردد في تسهيل المأمورية أمام الشبكات الإجرامية المتخصصة في تهريب البشر قصد إغراق المغرب بالمهاجرين السريين، لإحراجه أمام المنتظم الدولي وخاصة أمام شركائه بالاتحاد الأوروبي. وكذا من أجل نسف المجهود الكبير الذي يبذله المغرب في مجال محاربة الهجرة السرية، والدليل على ذلك الكم الهائل من المهاجرين الذين يتم صدهم من قبل مختلف المصالح الأمنية المكلفة بحراسة الشريط الحدودي ومنعهم من دخول الأراضي المغربية. وأمام تضييق الخناق وتشديد المراقبة على الشبكات الجزائرية المتخصصة في تهجير البشر والقرقوبي، فضلت بعض هذه الشبكات أن تكثف من أنشطتها وهذه المرة عبر المجال البحري انطلاقا من مرسى «بلمهيدي»، التي تبعد بمسافة قريبة من شاطئ السعيدية بعدما أصبحت هذه الشبكات توهم الراغبين في الهجرة أنهم سينقلون بحرا عبر قوارب مطاطية مباشرة نحو الشواطئ الإسبانية لرفع ثمن التكلفة ، قبل أن يجدوا أنفسهم بشاطئ السعيدية.