السياج الذي تنوي الدولة إقامته على جزء كبير من الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر، استنفر المهربين كما رجال الدولة ، عمر حجيرة بدوره رئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة، أكد على أن الخطوة في الاتجاه الصحيح، لكن لابد أن يقابلها في الواقع مبادرة من الحكومة. 1 ما هي قراءتك للسياج الذي ينوي المغرب تشييده على حدوده الشرقية مع الجزائر؟ إن المغرب إختار الطريق السليم لحماية أراضيه، لأن الجيران يتعاملون بمنطق "قذر" يصدّرون إلينا المهاجرين، والقرقوبي ويغرقون التراب الوطني بكل المواد السامة، ثم إن هذا السياج أعتبره سياج "سيادة"، كونه سيحمي الأراضي المغربية من الغطرسة الجزائرية التي ما فتأ يشتكي منها المواطنون المغاربة المرابطين على الشريط الحدودي، فكثيرا ما سمعنا بان الجزائر استحوذت على أجزاء من التراب الوطني وحاولت السيطرة عليها. كما أن هذا السياج سيضع حدا للأسطورة التي يرّوج لها الساسة والمسؤولين الجزائرين وسط الشعب الجزائري، والتي تفيد بان المغاربة متعطشون لاقتحام الجزائر في حالة فتح حدودهم مع المغرب، في حين أن العكس هو الذي سيحدث، والسياج الذي تنوي الدولة إقامته دليل على إمكانية أن نولي ظهرنا للجارة الشرقية. 2- لكن ألا ترى بأن شبكات التهجير وشبكات المخدرات هي أقوى من سياج من هذا الحجم، وتستطيع أن تتأقلم بسهولة مع الوضع الجديد؟ اولا يجب التأكيد بان الخطوة التي سيقدم عليها المغرب هي خطوة استباقية، ثانيا أنا لا أتفق مع ما طرحته، فالسياج على الأقل سيمكن من تعيين أماكن بعينها، هي منافذ هذه الشبكات، بمعنى بواسطة هذا السياج سينحصر النشاط في مناطق معينة ما سيسهل المأمورية على الاجهزة المكلفة بحراسة حدودنا، وسيفرز في النهاية رؤية واضحة حول تمركز النشاط، وكيفية معالجة الإشكالات المرتبطة به. 3 تعرف بان شريحة واسعة من ساكنة الشريط الحدودي تعيش على التهريب، وهذا السياج بلا شك ستكون له انعكاسات سلبية على نشاط هذه الشريحة، ما البديل في رايك وكيف يمكن الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي بهذه المناطق؟ أعتقد أن تبديد التخوفات المطروحة من ساكنة الشريط الحدودي، لن يتأتى إلا بالاهتمام الخاص بهذه المناطق من قبل حكومة عبد الاله بن كيران، واذا كان رئيس الحكومة صرح مؤخرا تحت قبة البرلمان بان الجزائريين والمغاربة اخوة، عليه أن يعلم أن هذه الاخوة ليست على ما يرام هذه الايام، بل أكثر من ذلك منذ ان بدأت ما يعرف بأزمة الوقود في المنطقة لم يزر الشريط الحدودي أي من الوزراء للوقوف على الحالة التي يحياها ساكنة هذه المناطق. واذا كانت السنوات الاخيرة عرفت فيها مدينة وجدة والمنطقة الشرقية دينامية كبيرة على مستوى توفير البنية التحتية لاستقبال الاستثمار في المدينة، فان المجهود المبذول لجلب المستثمرين يبقى ضعيف أمام غياب التحفيزات التي من شانها أن تخلق الاستثمار الذي بلا شك سيكون بديل للساكنة عن التهريب وكل النشاط المرتبط بالتجارة الحدودية، مع العلم ان التهريب هو نشاط حدودي بامتياز يمكن الوقوف عليه في جميع المدن الحدودية في العالم، وليس استثناء بهذه المنطقة.