في خطوة تصعيدية خلال هذا الأسبوع، ومباشرة بعد إنهاء المسؤولين المغاربة لزيارتهم إلى الشريط الحدودي، شنت عناصر الجيش الجزائري حملات واسعة على طول الشريط استهدفت من خلالها المهربين العاملين في قطاع تهريب الوقود والمواد الاستهلاكية الأخرى. في خضم هذه الحملة اعتقلت عناصر الجيش الجزائري 4 مواطنين مغاربة 3 منهم قاصرين يعملون في التهريب المعيشي، بعد ضبطهم بالقرب من الشريط الحدودي وهم يهمون بتهريب كمية من المواد الاستهلاكية إلى الجانب المغربي، بالقرب من بلدة بني ادرار (20 كلم شمال وجدة)، ووفق مصادر مقربة من الموقوفين فان الجيش الجزائري كاد أن يتسبب في كارثة إنسانية بعد أن هم احد عناصره بتوجيه رشاشه إلى الموقوفين بغية إطلاق النار عليهم، قبل أن يعدل عن فكرته بعد تنبيهه من قبل أحد زملائه إلى التبعات الوخيمة التي ستكون لهذا العمل. ووفق ما عاينته "أخبار اليوم" على الشريط الحدودي بالقرب من بلدة بني ادرار والمنافذ المتواجدة بالقرب من منطقة "روبان" على مشارف مدينة وجدة، فان الدرك الوطني وعناصر الجيش الجزائريين يشنون حملات مستمرة، لشل حركة التهريب من وإلى التراب الجزائري، وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاعات جديدة في أثمان المحروقات المهربة ب 30 في المائة بالمقارنة مع ثمن الأسابيع الماضية. مصدر حقوقي كشف ل"أخبار اليوم" أنه بالتزامن مع التصعيد على الشريط الحدودي، فان الجزائر تشن حملة موازية في صفوف المواطنين المغاربة الذين يزاولون مجموعة من الحرف التي لها علاقة بقطاع البناء يتعرضون للاعتقال بالأوراش التي يشتغلون بها، وفي بعض الأحيان تسلب ممتلكاتهم على الشريط الحدودي عندما يهمون بالعودة يوم السبت إلى ذويهم بمدينة وجدة والبلدات المجاورة. وارجع المصدر ذاته الذي فضل عدم الكشف عن هويته، هذا التصعيد والاستهداف المباشر للمواطنين المغاربة إلى السياج الذي ينوي المغرب تشييده على طول الشريط الحدودي، والذي من المرتقب أن تبدأ الأشغال فيه في الأسابيع القليلة المقبلة، بعد الزيارة التي قام بها المسؤولون الأمنيون والعسكريون المغاربة الجمعة المنصرم للشريط الحدودي، وعقدهم للقاء تدارسوا فيه سبل تعزيز الأمن مع الجارة الشرقية، خاصة لمنع تدفق المزيد من المهاجرين غير النظاميين الذين يدخلون عبر الحدود، والذين يجبرون في كثير من الأحيان على دخول وعبور الحدود تحت طائلة إطلاق النار. في خضم هذه التفاعلات على الأرض يبدو أن مدينة مليلية المحتلة، هي المستفيد الكبير من عملية تسييج الحدود مع الجارة الشرقية، حيث أكد عبد المالك البركاني مندوب الحكومة الاسبانية المركزية بالمدينةالمحتلة، أن هذا السياج "إيجابي بالنسبة لمليلة"، وسيقلل وفق نفس المصدر في تصريح للصحافة المحلية، من تدفقات المهاجرين على المدينةالمحتلة، التي هي الأخرى تقيم سياجا على طول 3 أميال يعزل المدينةالمحتلة عن باقي التراب المغربي بغرض منع اقتحامات المهاجرين الذين يتخذون من جبال وغابة "كوروكو" ملجأ لهم.