عاد شاب، ينحدر من مدينة سلا، إلى ميناء طنجةالمدينة، بعد مرور ساعات قليلة على إبحاره في اتجاه ميناء طريفة، لأن الشرطة الاسبانية منعته من الدخول إلى ترابها رغم توفره على تأشيرة شينغن، بدعوى عدم قيامه بحجز الفندق، في الوقت الذي أكد لهم توفره على المال الكافي لتسديد مصاريف مدة إقامته، لكن لم تفلح محاولته في إقناعهم، وتم إرجاعه وكأنه مهاجر سري. هذه الواقعة، التي شهدها ميناء طنجةالمدينة خلال الأسبوع المنصرم، كشفت عن حالات عديدة، يرويها مجموعة من المسافرين المغاربة، الحاملين لتأشيرة شينغن، حول طريقة التعامل معهم من قبل عناصر شرطة الحدود بميناء طريفة الاسباني بالخصوص، حين صاروا يفرضون عليهم تحديد وجهتهم ومكان إقامتهم، مع تقديم ما يثبت قيامهم بحجوزات حقيقية للفنادق، وكذا توفرهم على مبالغ مالية لا تقل عن ألف أورو لكل شخص. كما تعرض بعض المسافرين المتوجهين إلى فرنسا أو بلجيكا على متن الحافلات، إلى مضايقات الشرطة الاسبانية خلال عبورهم ميناءي الجزيرة الخضراء وطريفة، حيث يطلب منهم تقديم حجز الفندق بإسبانيا، بدعوى أنهم يحملون تأشيرة شينغن، ممنوحة من القنصلية الاسبانية، رغم أنهم عابرون فقط، وهو ما أثار استياء العديد منهم. وتعتبر السلطات القنصلية الاسبانية، أن اعتماد مثل هذه الإجراءات، تبقى من حق مصالح الأمن بالحدود، باعتبار أن منح تأشيرة شينغن لا يعفي السلطات الأمنية الاسبانية من مزاولة تدابيرها الاحترازية في مراقبة العابرين لحدودها، ولو بشكل انتقائي، كما تحرص (السلطات الاسبانية) على استفادة اقتصادها عبر تحسين رواجها التجاري من حركة عبور الوافدين عليها. وبالمقابل يتساءل العديد من المسافرين المغاربة، الذين يحصلون على تأشيرة شينغن، عن سر صمت السلطات المغربية اتجاه بعض التصرفات، التي تصل إلى حد التعامل بشكل عنصري مع بعض المغاربة عند نقط العبور الاسبانية، حين يعتبرون الجميع عبارة عن "حراكة"، في الوقت الذي يتم فيه الترحيب بالمسافرين الإسبان، الذين يحلون بميناء طنجةالمدينة، دون أن يتم استفسارهم حول ما بحوزتهم من مبالغ مالية، خاصة وأن الرحلات اليومية للسياح الإسبان لا تكلفهم أكثر من 100 أورو، ولا تستفيد منهم لا الفنادق ولا المطاعم المحلية، مقارنة مع مردودية السياحة الداخلية.