قال زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، أبو بكر البغدادي في خطاب صوتي له إنّ أميركا تفقد مكانتها كدولة وحيدة ترأس دول العالم، وأنّ الحكومة التركية تعيش مخاوف من تمدد الكرد على حدودها. وفي أوّل تسجيل صوتي له بعد تحرير الموصل وهزائم داعش في مناطق عراقية وسورية عدة قال البغدادي إنّ عناصر داعش "صمدوا" على أرض الموصل و"لم يسلمّوها إلا على جماجمهم وأشلائهم بعد سنة من القتال"، مذكراً بمعارك داعش في سرت والرقة والرمادي وحماة بشكل خاص. ودعا البغدادي مقاتلي داعش إلى "مواصلة الجهاد والإكثار من الدعاء" وحذرّهم من إلقاء السلاح أو التفاوض أو الاستسلام. وذكّر زعيم داعش مقاتليه بأنّ من يُقتل فسيلقى في الجنة "72 زوجة من الحور العين" وهي عبارة يكررها عناصر التنظيم وجماعات مسلّحة لتحريض الشباب على القتال. وأضاف "إنّ أميركا التي صوّرت للناس أنها الدولة العظمى الوحيدة، تفقد مكانتها كدولة وحيدة ترأس دول العالم فقد أصبحت دولة منهكة بديون هائلة". وحاول البغدادي عبر تسجيله الصوتي تكذيب شائعات حول مقتله في سوريا أو العراق عبر التطرّق إلى آخر الأخبار المتداولة حول استفتاء إقليم كردستان وملف كوريا الشمالية واجتماع أستانة حول سوريا. وجاء التسجيل في 46 دقيقة ونشرته مؤسسة الفرقان التابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "وكفى بربك هادياً ونصيراً". البغدادي أشار إلى أنّ التململ الأميركي فسح المجال أمام روسيا بالظهور كقوة عظمى بدلاً من واشنطن وجعلها "تتحكم بالملف السوري، وهذا ما حصل مؤخراً في اجتماع أستانة وما نتج عنه من مخرجات هزلية" حسب تعبيره. وبالنسبة للبغدادي فقد أصبحت كوريا الشمالية تهدد اليابان وأميركا بالقوة النووية. وحول تطلعات الكرد بإعلان استقلال إقليمهم عن العراق قال زعيم داعش "تعيش الحكومة التركية مخاوف عديدة من تمدد الكرد على حدودها ما يدفعها إلى قتالهم حتى لا يطمع كرد تركيا في الاستقلال أيضاً ولكنها لا تقدم على محاربتهم خشية من غضب أسيادها الأميركيين والأوروبيون". ووصف البغدادي تركيا بالدولة "المرتدة الإخوانية". ويعتبر التسجيل الصوتي للبغدادي الأول بعد أنباء عن إصابته، حيث رجحت مصادر روسية في وقت سابق إصابته إثر غارة روسية على مقر لداعش في الرقة شمال سوريا، بعد أن نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً جوية للمكان المستهدف.