يصادف يومه الجمعة الذكرى الثالثة و العشرين لاغتيال الشاب حسني ملك الأغنية العاطفية بفن الراي ... و اليوم و رغم مرور ما يقارب الربع قرن على رحيله لا زال الشباب المغاربي متعلقا بفنه، يأخذهم الحنين إلى ذاك الصوت الحساس الذي كان يؤنس وحدة قلوب الأشقاء الجزائريين في ظلمة العشرية السوداء و ظل يتحدى بفنه غربان الإرهاب إلى أن قضت عليه 3 رصاصات جبانة اخترقت جسده يوم 29 شتنبر 1994. يومها استيقظت الجزائر على صدمة اغتيال عندليب الراي الذي استفز بصوته الحزين وألحانه الحزينة الجماعة الإسلامية المسلحة فقررت أن تخرسه إلى الأبد لما كان يمثله من تشويش على مشروع وصل ذروته ، يوم 5 يوليوز 1993، حين تحدى حوالي 150 ألف شاب جزائري الجماعات الإرهابية و قرروا الحضور إلى أضخم حفل فني للشاب حسني بملعب الجزائر العاصمة. ازداد حسني شقرون أو الشاب حسني في فاتح فبراير 1968، بحي "كمبيطة" الشعبي بوسط مدينة وهران لأسرة فقيرة راهنت على تمكين أبنائها من تعليم جيد، لكن حسني سرعان ما خيب والديه حين قرر ألا يكمل دراسته لعشقه الكبير لكرة القدم.. لعبة ما لبث أن تخلى عنها بدورها بعدما فتح له ولعه بالموسيقى بابًا جديدًا على يد عضو بفرقة غنائية محلية اكتشفه وهو يغني في حفل زفاف بوهران فدعاه للغناء معهم. فكانت تلك خطوته الأولى بدرب التألق و الشهرة ما لبث بعدها أن دشن مساره الفني الخاص عن عمر لم يتجاوز الثمانية عشر سنة. الشاب حسني الذي رحل عن عمر لا يتجاوز 26 عامًا، لم يقض في عمره الفني إلا ثماني سنوات فقط. فترة زمنية على قِصرها إلا أنها كانت كافية ليثري ريبيرتوار أغنية الراي بقرابة 300 أغنية وحوالي 160 ألبوما سجلها جميعها في ظرف زمني وجيز. و حتى حدود اليوم ما تزال أغاني الشاب حسني حاضرة في وجدان عشاق فن الراي بالجزائر والمغرب وتونس يحفظون عن ظهر قلب أغاني "طال غيابك يا غزالي" و"راني نادم على ليام" "راني خليتها ليك أمانة" و " عمري عمري" و غيرها... في جنازة الراحل، خرج الآلاف حاملين شعار "الجزائر حرة وديمقراطية" لتشييع ملك الراي الذي تمحورت أغانيه حول الحب، و في خاطر الكثيرين منهم كان يتردد صدى أغنيته الشهيرة "قالوا حسني مات" التي غناها قبل أشهر قليلة على وفاته... الشاب حسني الذي عاش و مات قبل عصر الأنترنت تسجل أغانيه إلى يوم الناس هذا حضورا يوميا مميزا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يشهد على ذلك ما تحققه من أرقام تفوق ملايين المشاهدات ب"اليوتيوب" ...