تمكنت عناصر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالرشيدية، في ظرف قياسي، من تحديد هوية قاتل عسكري عُثِر عليه جثة هامدة غير بعيد عن أسوار الثكنة العسكرية بالمدينة. وأحالت المصلحة الأمنية المذكورة، يوم الأحد الماضي، جانحا، من ذوي السوابق العدلية، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف الذي أمر بإيداعه السجن المحلي و متابعته في حالة اعتقال بتهمة القتل العمد. و كانت مصالح الأمن بعاصمة درعة تافيلالت قد تلقت، صباح الأربعاء 30 شتنبر، إخبارية تفيد العثور على جثة عسكري بمحاذاة سور ثكنة بالمدينة، انتقلت على إثرها فرقة من محققي "لابيجي" و قاموا بمعاينة للجثة بمعية عناصر من الشرطة التقنية و العلمية التي تكلفت برفع البصمات و العينات من مسرح الجريمة لإخضاعها للتحليلات المخبرية. لكن قبل أن تصدر نتائج التحليلات المخبرية كانت المجهودات الميدانية للمحققين قد تكللت بالنجاح، بعدما تمكن هؤلاء من تحديد هوية مشتبه به أكدت معلومات إخبارية أن جانحا، من ذوي السوابق العدلية، شوهد و هو يتجول ليلة الجريمة بمحاذاة الثكنة حاملا معه سلاح أبيض من النوع المسمى محليا "مزبرة" (Une machette). إخبارية تحرك على إثرها المحققون بحثا عن المشتبه، بعدما أكد حدسهم البوليسي، أن المعني بالأمر هو القاتل، و ما هي إلا برهة قصيرة حتى كان المتهم مصفدا و جالسا على كرسي أمام المكلف باستنطاقه بمقر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية. حاول المشتبه به، في بادئ الأمر، إنكار أن تكون له صلة بالجريمة متشبثا ببراءته من المنسوب إليه، لكن ذلك لم ينطلي على المحققين الذين حاصروه بالأسئلة خصوصا بعدما بدأت تظهر تناقضات في تصريحاته، قبل أن ينهار الرجل و يبدأ في الاعتراف بما اقترفت يداه. حيث أقر الموقوف أنه ليلة الجريمة تَسَلَّحَ ب"المزبرة" و خرج تحت جنح الظلام بحثا عن ضحية بغاية سرقته، عندما أثار انتباه الضحية، الذي كان مرتديا زيا مدنيا، فتقدم منه مشهرا سلاحه و مطالبا إساه بتسليمه هاتفه النقال، و هو ما رفض الهالك الامتثال له فدخل الرجلان في اشتباك عنيف. وأكد المتهم في اعترافاته، أن الاشتباك دام لما يقارب الأربعين دقيقة شعر معها بعدها بأن كفة المعركة تميل لخصمه الذي يفوقه من حيث القوة البدنية، فانتظر الفرصة الموالية ثم وجه له طعنات غادرة على مستوى العنق و الصدر كانت كافية لتدري خصمه قتيلا، قبل أن يفر من مسرح الجريمة عائدا إلى منزله بعدما عمد إلى دفن سلاح الجريمة في بقعة خلاء. و كان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني قد أعلن أن المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة الراشيدية قد تمكنت، يوم العيد، من توقيف شخص يبلغ من العمر 19 سنة، من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة القتل العمد التي كان ضحيتها عسكري يعمل بنفس المدينة. و أضاف ذات المصدر، أن مصالح الأمن كانت قد عثرت يوم الأربعاء المنصرم على جثة الضحية وهو يحمل جروحا بأداة حادة، قبل أن يكشف البحث عن تشخيص هوية المشتبه فيه وتوقيفه، والذي تبين أنه يقطن بنفس الحي مسرح الجريمة.