أحالت مصبحة الشرطة القضائية، التابعة للمنطقة الجهوية للأمن الوطني بالرشيدية، جنديا على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف الذي أمر بإيداعه بالسجن المحلي و متابعته في حالة اعتقال بتهم تتعلق ب"الضرب و الجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه". هذا و تعود تفاصيل الجريمة التي يتابع فيها الجندي الموقوف إلى ثالث أيام عيد الفطر الماضي، حين توصل المصالح الأمنية بإخبارية تفيد بالعثور على جثة مضرجة بإحدى الحدائق العمومية للمدينة. انتقلت على إثرها فرقة من الشرطة القضائية التي تبين لها بعد مسح مسرح الجريمة أن الاعتداء على الضحية وقع بمكان، و أن هذا الأخير كان قد تحامل على جراحه و حاول البحث عن المساعدة دون أن يتمكن من النجاة بسبب كمية الدماء التي نزفت منه. و هو الخيط الأول الذي قاد المحققين للتعرف على مسرح الجريمة، فتتبع أثار الدماء توصلوا إلى أن الاعتداء وقع بمنطقة خلاء بمحاذاة مطار مولاي علي الشريف، في نفس الوقت الذي تم فيه تحديد هوية الضحية، الذي تبين أنه من ذوي السوابق في السرقة بالتهديد بالسلاح الابيض. و انطلاقا من هذه المعلومة قامت عناصر "لابيجي" بالبحث في محيط الضحية مما مكن من التعرف على شريكه في عمليات السرقة، و الذي لم يتأخر كثيرا في الاعتراف بأنه كان برفقة القتيل يوم وقوع الجريمة، و أنهما بعد رصد جندي و خليلته بمنطقة خلاء ضواحي الرشيدية، حاولا سرقتهما لكنهما فوجئا لمقاومة عنيفة من الجندي انتهت بتوجيهه طعنة بأداة حادة أصابت القتيل على مستوى الصدر، مضيفا أن منظر الدماء و هي تتدفق من صدر زميله جعلته يفر من الموقع، و أنه لم يعلم بموته إلا لاحقا. و بناء على المعلومات التي أدلى بها الموقوف الأول تمكنت عناصر الشرطة القضائية من تحديد هوية الجندي المتهم بارتكاب جريمة قتل، و الذي تبين أنه غادر مدينة الرشيدية على عجل وجهة مجهولة، فتم بناء على ذلك إصدار برقية بحث في حقه انتهت بسقوطه، يوم السبت الماضي، في يد العدالة بمدينة وجدة.